وأربعين سنة سمى بانى الهرم الكبير كيوبس، وسماه ماينتون سوفيس، ويسمى فى نقوش المعابد خوفو.
وقال هيرودوط: إنه لما أراد بناءه أمر بقفل المعابد، ومنع القرابين، وحكم على المصريين بدون استثناء بالعمل فى الأشغال الشاقة. فبعضهم ينحت الحجارة، وبعضهم ينقلها إلى النيل، والبعض يستلمها فينقلها إلى جبل ليبيا على النيل فى المراكب. وكان المشتغل بذلك على الدوام مائة ألف، يتغيرون بمثلهم كل ثلاثة أشهر.
وكان طول الطريق خمس غلوات، وعرضها عشرة أورجى، وارتفاعها ثمانية أورجى. (والأورجى مقياس رومى) قدره أربعة عشر مترا وثمانية وتسعون جزءا من مائة من المتر فعملت الطريق ومحلات عديدة تحت الهرم فى ظرف عشر سنين، وخصص تلك المحلات لدفنه فيها، وحفر حوالى الهرم خليجا أخرجه من النيل، فصار هذا البناء فى جزيرة يحيط بها الخليج من كل جهة، وسمى هذا الهرم باسمه. ومدة بنائه عشرون سنة، وهو ذو قاعدة مربعة طول كل وجه من أوجهه ثمانية بيلترات، وارتفاعه بلتر واحد، وكساه من أوله إلى آخره بالحجر المصقول المحكم اللحام، وكل حجر منها لا ينقص عن ثلاثين قدما.
قال: وكهنة مصر يقولون إن كيوبس حكم خمسين سنة. ونقل بعضهم عن هيرودوط أن الملك أنفق فى بناء هذا الهرم أموالا جمة حتى نفد جميع ما تحت يده، وكان حريصا على إتمامه غاية الحرص. حتى حمله حرصه على أنه أباح لابنته، بل أمرها أن تذهب إلى أماكن البغى، وتعرض نفسها لفعل الفاحشة، وتحصل له أموالا من مهر البغى لإتمام الهرم. انتهى.
قال هيرودوط: وبعد موته تقلد بأعباء المملكة أخوه، وسماه شفرين (ويسمى فى نقوش المعابد شفرا) قال: وسار فى الملك بسير أخيه، وبنى