للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هرما أقل من الأول - كما حققنا ذلك بالقياس - ولم يجعل تحته مخادع، ولا حواليه خليجا يصب فى داخله، كالخليج الذى جعله أخوه حوالى الهرم الأول الخارج ماؤه من النيل فى مجار من البناء تحت الأرض ويجرى تحت الجزيرة المدفون فيها أخوه كيوبس.

وذلك الهرم الثانى بقرب الهرم الكبير، وينقص عنه فى الإرتفاع أربعين قدما، وهو متكئ على مدماك من حجارة ايتوبيا (النوبة)، وهى حجارة مختلفة الألوان. والهرمان قائمان على هضبة ارتفاعها نحو مائة قدم. وقد أقام شفرين فى الملك ستا وخمسين سنة. وكان للمصريين فى هذين الملكين كراهة شديدة جدا، حتى أنهم كانوا يتحاشون عن النطق باسمهما، ولا يكادون يذكرونهما، فلذا كانوا يضيفون الهرمين إلى اسم راع يسمى فيليتون، كان يرعى مواشيه بقربهما وقت بنائهما، فيقولون هرم فيليتون، ولا يقولون هرم كيوبس مثلا. انتهى.

لكن قول مرييت بك يخالف ذلك. فقد قال إن الآثار الباقية من أزمانهم إلى الآن تدل على أن الملكين كيوبس وشفرين، كانا مقدسين عند الأهالى بتقديس مخصوص، وأن مسيرنيوس كان على غاية من الصلاح والديانة، وقد ألف كتابا فى آداب الديانة كان معتبرا معظما عند المصريين. انتهى.

ويقوى ذلك ما قرأه العالم (نستورلهوت) بقرب اسم كيوبس مما يدل على احترامه عند المصريين. وقال مانيتون: إن كيوبس كان أولا يعيب الآلهة ويحتقرهم، ثم رجع عن ذلك وألف كتابا قرر فيه توبته، وصار فيما بعد من المحترمين، وصار كتابه مقدسا. انتهى.

ونقل العالم بيازسيت الإنكليزى عن العالم جونيلور، أن الملك خوفو كان يعبد الله تعالى على طريقة تخالف طريقة المصريين، فإن عبادتهم كانت وثنية، فكانوا يعبدون العجل أبيس والثور منديس، فمنع ذلك وحصلت الكراهة بينهم. انتهى.