قال هيرودوط: ولما مات شفرين جلس بعده على التخت ابن كيوبس وسماه مسيرنيوس (ويسمى فى نقوش المعابد منقرا) فبنى الهرم الثالث، وهو أصغر من الأول أيضا، وهو مربع القاعدة. وكل وجه منه ثلاث بيلترات إلا عشرين قدما، وكسوته إلى نصف إرتفاعه من حجر اتيوبيا. انتهى.
وقال ديودور الصقلى - الذى ساح فى مصر قبل المسيح بستين سنة - إن بانى الهرم الكبير هو شميس، ولد بمدينة منفيس، وتسلطن خمسين سنة.
واستخدم فى بناءه ثلاثمائة وستين ألفا من الأهالى والعبيد، اشتغلوا به عشرين سنة، والذى كان عقب شميس أخوه شفرين، فحكم ستا وخمسين سنة. وقيل إن شميس ترك الملك لابنه شيرويس أو شيرين لا لأخيه. وعلى كل حال فالخليفة الذى جاء بعد شميس هو الذى بنى الهرم الثانى، اقتداء بشميس فى بنائه الهرم الأول، إلا أنه جعله أصغر منه؛ لأن طول ضلع قاعدته إستادة واحدة أو ستمائة وخمسة وعشرون قدما، وليس عليه نقوش ولا كتابة.
انتهى.
وقد استكشف السياح يلزونى قبرا بقرب الهرم الثانى/وجد عليه اسم بانيه شفرين، أو شفرا. وقال بعضهم إن شفرين هو أحد ملوك العائلة الرابعة من الفراعنة. وبعد هذا الهرم عن الأول مائة وخمسة وثمانون مترا.
قال ديودور: ثم تولى الملك بعدهما مسيرينوس ابن شميس، وبعضهم يسميه شيرينوس، فسار بسير من قبله، وشرع فى بناء الهرم الثالث، فمات قبل تمامه، وقد جعل ضلع قاعدته ثلاثمائة قدم، والأوجه إلى غاية المدماك الخامس عشر من حجارة سوداء تشبه حجارة طيبة، وأعلاه مبنى من جنس حجارة الهرمين الأوليين، واسم الملك مسيرنيوس مكتوب على الوجه المواجه للغرب، وبقرب هذه الأهرام الثلاثة ثلاثة أهرام أخر صغار، ضلع الواحد منها مائة قدم.