وقال أيضا أن ابن زولاق وهو أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق المضرى كان فاضلا فى التاريخ وله كتاب الخطط مقصور على مصر خاصة وله فى التاريخ مصنفات، ولد سنة ست وثلاثمائة وتوفى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
وقد مر على هذه المدينة أنواع كثيرة من الحوادث غيّرت أحوالها وذهبت بخيرها وبركتها، واستمر ذلك إلى زمن العزيز محمد على ومن عقبه فأخذت تتخلص من الشدة شيئا فشيئا، ثم لحقتها العناية الخديوية فألحقتها بغيرها فى اتساع دائرة الثروة، وصار أهلها الآن فى سنة ١٢٩٠ هـ نحو أربعين ألف نفس.
وفيها محل الجمرك للبضاعة الواردة من الجهات السودانية، وهى فى وقتنا هذا مشتملة على قيساريات وخانات ووكائل ومتاجر جسيمة سودانية مصرية، وحاراتها ضيقة وأبنيتها من الطوب المضروب ما بين لبن ومحرق؛ لأن الجبل كان محيطا بها لكن أحجارة زرق صعبة القطع، وبها مساجد جامعة وقد أسس محرابها الصحابة ﵃ من ضمن ما أسّسوا فى البلاد التى استوطنوها، والبلاد التى كثر ممرهم بها من إقليم مصر/كمحراب المسجد الجامع بمصر المعروف بجامع عمرو، ومحراب المسجد الجامع بالجيزة وبمدينة بلبيس وبالإسكندرية وقوص قاله المقريزى.