وهى ترعة خارجة من أمام قناطر الزقازيق بواسطة هويس، وهى معدّة لدخول وخروج المراكب منها، حفرت فى سنة ١٢٤٢ هلالية؛ لنفع جملة بلاد من الشرقية، وجهات الوادى، وقبل حدوثها صار حفر ألف ساقية معينة فى نفس الوادى، وجعلت الساقية بوجهين؛ لسقى أشجار التوت المزروع لأجل استخراج الحرير، فلما نظر فى حساب المصاريف علم عدم كفاية المزروعات للمصاريف؛ فحفرت هذه الترعة صيفية، فصارت أراضى الوادى تروى بالراحة بدون آلات، وتركت جميع السواقى، وحصل من ذلك فوائد عظيمة. وكانت تنتهى إلى بركة المحسمة، فلما شرع فى عمل الترعة المالحة؛ صار مدّ هذه الترعة لغاية نفيشة؛ لشرب الشغالة والحيوانات فانتفع بها فى الزراعة. ولما أخذت الترعة الحلوة لجهة الميرى من كبانية الكنال أطلق عليها اسم الترعة الإسماعيلية، وصار حفر الترعة المذكورة كما تقدّم، وقطعت ترعة الوادى، وصارت المياه اللازمة لأراضى الوادى تأخذ من الإسماعيلية بواسطة مصرف بثلاث عيون لذلك من جسر الترعة الإسماعيلية.
وطولها من فمها الخارج من بحر مويس إلى أن تصب فى الترعة المالحة ثمانية وسبعون ألف متر وخمسمائة متر تقريبا، وعرضها المتوسط أربعة عشر ألف متر، وارتفاع المياه بها زمن الفيضان ٦ متر وفى زمن التحاريق متر واحد.
وهذه الترعة قاطعة لمصرف أبى الأخضر والشيبينى كما تقدم.
وأشهر النواحى التى تمر عليها هى: شوبك بصطة، وطهرة العورة، وغزالة، وصفت الحنا، وأبو حماد والقطاوية، والتل الكبير، ويخرج منها جملة مساق صغيرة شرقا وغربا. وبها ثلاث كبريات عملت فى زمن الخديوى إسماعيل باشا سنة ١٢٨٥: أحدها بجوار أبى حماد، والثانى تحت خط السكة الحديد قريبا من الزقازيق، والثالث تحت خط السكة الحديد الموصّلة لبندر السويس بجهة نفيشة.