لأنى زرعته على اسم الفقراء والمساكين وابن السبيل والسائلين، وكان لا ينام من الليل إلا يسيرا ثم يقوم يتوضأ ويصلى، ثم يتلو القرآن فربما يقرأ الختمة كاملة قبل الفجر، وليس فى مصر ثمرة أحلى من ثمرة غيطه، وقسم وقفه ثلاثة أثلاث: ثلث يرد على مصالح الغيط، وثلث للذرية، وثلث للفقراء القاطنين بزاويته، ورتب عليهم كل يوم ختما يتناوبونه ويهدون ذلك فى صحائف سيدى الشيخ محيى الدين بن العربى ﵁ وكان أمره كله جدا. مات رحمه الله تعالى سنة نيف وثلاثين وتسعمائة، ودفن بزاويته انتهى.
[ترجمة السيد محمد الدمرداش]
ومن ذريته السيد محمد الدمرداشى، ترجمه الجبرتى فقال: هو السيد الأجل المحترم، فخر الأعيان الأشراف السيد محمد بن حسين الحسينى العادلى الدمرداشى، ولد بمصر قبل القرن بقليل، وأدرك الشيوخ وتموّل وأثرى وصار له صيت وجاه، وكان بيته بالأزبكية ويرد عليه العلماء والفضلاء، وكان وحيدا فى شأنه مقبول الكلمة عند الأمراء. ولما تولى الشيخ أبو هادى الوفائى كان يتردد إلى مجلسه كثيرا، توفى سنة ثمان وسبعين ومائة وألف انتهى.
[ترجمة السيد محمد بن عثمان]
ومن ذريته أيضا السيد محمد بن عثمان، قال الجبرتى فى حوادث سنه أربع وتسعين ومائة وألف: أنه مات بهذه السنة السيد الأجل، الوجيه الفاضل السيد محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن مصطفى بن القطب الكبير سيدى محمد دمرداش الخلوتى، ولد بزاوية جده ونشأ بها، ولما توفى والده جلس مكانه فى خلافتهم، وسار سيرا حسنا مع الأبهة والوقار، وتردد الأفاضل إليه على عادة أسلافه، وكان يعانى طلب العلم مع الرفاهية وبعض الخلاعة، ولازم المرحوم الوالد هو وأولاده السيد عثمان والسيد محمد المتولى الآن فى مطالعة الفقه الحنفى وغيره بالمنزل، ويحضرون أيضا بالأزهر وعلى الأشياخ المترددين عليهم بالزاوية، مثل الشيخ محمد الأمير، والشيخ محمد النفراوى، والشيخ محمد عرفة الدسوقى، وكان المترجم حسن العشرة والمودة، ولما توفى دفن بزاويتهم عند أسلافه انتهى ببعض اختصار.
وهناك قبور عليها نقوش، من ذلك فى الجهة الغربية من المسجد ما صورته: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله/محمد رسول الله، هذه مدافن الست المصونة والجوهرة للكنونة الست كليوى زوجة حسن أفندى رزنامجى باشا بمصر.