وكان على الشيخ أحمد المذكور ديون كثيرة أثبتها أربابها بالمحكمة واستوفوها من التركة وأخذ عليهم صكوكا بذلك.
ثم بعد مدة ذهبت زوجة المتوفى إلى يوسف بيك وذكرت له أن الشيخ عبد الرحمن انتهب ميراث زوجها وتواطأ مع أرباب الديون وقاسمهم فيما أخذوه، فأحضر الشيخ عبد الرحمن-وكان إذ ذاك مفتى الحنفية-وطالبه بالتركة فعرّفه أنه وزعها على أرباب الديون وقسم الباقى على الورثة وأبرز له الصكوك والحجج ودفتر القسام، فلم يقبل منه، وقال: كل هذا تزوير. ثم أحضره يوما وحبسه عند الخازندار. فركب الشيخ السادات إليه وكلمه فى أمره وطلبه من حبسه، فلما علم الشيخ عبد الرحمن وجود الشيخ السادات هناك رمى عمامته وتطور وخرج وهو مكشوف الرأس يدعو على يوسف بيك، فلما عاينه وهو يفعل ذلك وكان جالسا مع الشيخ السادات فى المقعد المطل على الحوش صرخ على خدمه وقال: امسكوه واقتلوه، والشيخ السادات يقول له:
إيش هذا الفعل، اجلس بارك الله فيك. وأرسل إليه تابعه الشيخ السندوبى، فنزل إليه وألبسه عمامته وفرجيته. ثم نزل الشيخ فركب وأخذه بصحبته إلى داره وسكنت الفتنة.
[[حادثة مغاربة الأزهر مع الأمراء]]
ومنها حادثة المغاربة، وهى: أن طائفة من مجاورى المغاربة بالأزهر آل إليهم مكان موقوف عليهم، وجحد واضع اليد ذلك، والتجأ إلى يوسف بيك وكتبوا فتوى فى شأن ذلك واختلفوا فى إثبات الوقف بالإشاعة، ثم أقاموا الدعوة بالمحكمة وثبت الحق للمغاربة، ووقعت بينهم منازعات وعزلوا شيخهم وولوا آخر.
وكان المندفع فى الخصومة شيخا يسمى الشيخ عباس، فلما ترفعوا وظهر الحق على خلاف غرض يوسف بيك غضب من ذلك، ونسبهم إلى ارتكاب الباطل، وأرسل من طرفه من يقبض على الشيخ عباس المذكور من بين