هو فى قلعة الجبل مشهور وبقربه زاوية الشيخ محمد الكعكى، وبه منبر خشب ودكة وله منارة ومطهرة وأخلية وله أوقاف دارّة، وشعائره الإسلامية مقامة بنظر الشيخ سليم عمر للقلعاوى أحد مدرسى السادة الحنفية بالأزهر، وكان أحد قضاة المحكمة الكبرى بالقاهرة.
وينسب الجامع إلى سيدى سارية ﵁ صاحب رسول الله ﷺ كما هو الشائع على الألسنة ويذكر ذلك فى بعض الكتب؛ ففى طبقات الشعرانى:
أن الشيخ محمد الكعكى مدفون بزاويته بالقرب من سيدى سارية صاحب رسول الله ﷺ، انتهى.
وفى خطط المقريزى عند ذكر موضع القلعة نقلا عن كتب المزارات: أن أبا الحسن الردينى دفن بخط سارية شرقى تربة الكيروان بالقلعة، انتهى.
وعدّ ابن جبير مشاهد الصحابة ﵃ التى بمصر فى رحلته فذكر منها مشهد سارية الجبل ﵁، ولكن لم نر فى كتب التواريخ الصحيحة: أن سيدنا سارية صاحب رسول الله ﷺ جاء إلى مصر فضلا عن أنه مات بها، والذى وجدناه فى كتاب أسد الغابة فى معرفة الصحابة ﵃:«أن عمر بن الخطاب ﵁ نادى - وهو يخطب على المنبر -: يا سارية الجبل من استرعى الذئب ظلم؛ فسأله على بن أبى طالب - كرم الله وجهه - عن سبب قوله ذلك؛ فقال: وهل كان منى ذلك! قال: نعم. قال: وقع فى خلدى أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم وأنهم يمرون بجبل؛ فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا وقد ظفروا، وإن جاوزوا هلكوا فخرج منى ما تزعم أنك سمعته. قال: فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر: أن سارية سمع فى ذلك اليوم فى تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر ﵁:
يا سارية الجبل الجبل».
[ترجمة سارية]
وهو سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن محمية ينتهى إلى كنانة انتهى. وذكر قبله سارية بن أوفى الذى وفد إلى النبى ﷺ؛ فعقد له النبى