فى شمال ناحية هوارة القصب بنحو ثلاثة آلاف متر، وفى شرقى ناحية العدوة بنحو أربعة آلاف متر، وبها جامع وبدائرها أشجار.
[(دمياط)]
بكسر الدال المهملة وسكون الميم وياء مثناة تحتية وألف وطاء مهملة-كما فى تقويم البلدان لأبى الفداء.
قال المقريزى فى خططه ما نصه: اعلم أن دمياط كورة من كور أرض مصر، بينها وبين تنيس اثنا عشر فرسخا. ويقال سميت بدمياط من ولد اشمن بن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح ﵇. ويقال إن إدريس، ﵇، كان أول ما أنزل عليه ذو القوة والجبروت (أنا الله مدين المدائن، الفلك بأمرى وصنعى، أجمع بين العذب والملح والنار والثلج وذلك بقدرتى ومكنون علمى الدال والميم والألف والطاء).
قيل هى بالسريانية دمياط، فتكون دمياط كلمة سريانية أصلها دمط -أى القدرة-إشارة إلى مجمع العذب والملح.
وقال الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه: دمياط بلد قديم، بنى فى زمن قليمون بن أتريب بن قبطيم بن مصرايم، على اسم غلام كانت أمه ساحرة لقليمون .. ولما قدم المسلمون إلى أرض مصر، كان على دمياط رجل من أخوال المقوقس-يقال له الهاموك-فلما افتتح عمرو بن العاص، ﵁، مصر امتنع الهاموك بدمياط واستعد للقتال، فأنفذ إليه عمرو بن العاص المقداد بن الأسود فى طائفة من المسلمين فحاربهم الهاموك، وقتل ابنه فى الحرب فعاد إلى دمياط، وجمع إليه أصحابه وشاورهم فى أمره، وكان عنده حكيم قد حضر الشورى، فقال:«أيها الملك إن جوهرة العقل لا قيمة لها وما استغنى بها أحد إلا هدته إلى سبيل النجاة والفوز من الهلاك، وهؤلاء العرب من بدء أمرهم لم تردّ لهم راية، وقد فتحوا البلاد وأذلوا العباد وما لأحد عليهم قدرة ولسنا بأشدّ من جيوش الشام ولا أعز وأمنع، وإن القوم أيدوا بالنصر والظفر، والرأى أن تعقد مع القوم صلحا ننال به الأمن وحقن الدماء وصيانة الحرم، فما أنت بأكثر رجالا من المقوقس»، فلم يعبأ الهاموك بقوله وغضب منه وقتله. وكان له ابن عارف عاقل وله دار ملاصقة للسور، فخرج إلى المسلمين فى