للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإسماعيلية]

هذه الخطة ظهرت فى زمن الخديو إسماعيل، ونسبت إليه، لأنه هو الآمر بإنشائها، وهى تمتد بين جسر السبتية، أعنى الطريق الموصل من مصر إلى بولاق، وهو حدها البحرى، وحدها الغربى ترعة الإسماعيلية، الآخذة من قصر النيل وساحل النيل إلى القصر العينى، وحدها القبلى شارع القصر العالى والخليج المصرى، وحدها الشرقى سور البلد القديم، وكان عبارة عن خط منكسر، به بروز ودخول على غير انتظام، ومن المبانى الشهيرة الواقعة فى هذا الحد بالابتداء من الجهة البحرية جامع أولاد عنان، وجامع الكيخيا، وجامع أبى السباع، وجامع جركس، وجامع عبد الدائم، وجامع الشيخ ريحان، وجامع الإسماعيل، وجامع نصرة، بقرب آخره من جهة خط السيدة زينب.

ومن يمعن النظر فيما كتبناه فى خططنا على الأحكار والميادين وأرض اللوق، يجد أن أغلب مساحة هذه الخطة هى أرض اللوق، وأكثر الأحكار التى ذكرها المقريزى، وميدانى الصالح نجم الدين، والناصر محمد بن قلاوون وبعض بساتين، منها البستان المعروف قديما ببستان الفاضل.

وفى زمن الناصر محمد بن قلاوون بلغت العمارة فى هذه الخطة منتهاها، وذلك بعد أن تم عمل الخليج الناصرى، فكان على حافتيه من أوله عند قصر العينى إلى منية السيرج كثير من قصور الأمراء، ومشاهير الكتاب، ووجوه الناس.

ثم لما تغيرت الدول، وتلاشت الأحوال، تخربت هذه الخطة، كما تخرب غيرها، وصارت عبارة عن كثبان أتربة، وبرك مياه، وأراض سباخ، وقد بينا ذلك فى مواضع شتى من هذا الكتاب.

ثم لما أن قيض الله للحكومة المصرية الخديو إسماعيل، أبدل وحشتها أنسا، ونظمها على هذا الرونق الجميل، وجعل فى تخطيطها جميع شوارعها وحاراتها على خطوط مستقيمة، أغلبها متقاطع على زوايا قائمة، وجعلت منازلها منفردة عن بعضها، ودكت أرض شوارعها وحاراتها بالدقشوم، وجعل فى جانبى كل شارع وحارة استطراق للمشاة، وجعل الوسط