قال: وأرجو له الانتفاع بما حل به من المحن والرزايا، سيما وقد ندم على صنيعه مع شيخنا وتوسل إليه بكشف رأسه ونحوه، وعزم على الأسباب المخففة عنه، مع كونه كان مديما للتلاوة حريصا على المداومة على التعبد والصيام والتهجد، راغبا فى إحياء ليالى رمضان بالجامع الأزهر بركعتين يقرأ فيهما كل القرآن فى كل ليلة، مع التضرع إلى الله وكثرة البكاء والتعفف عن كثير من المنكرات، محبا فى إغاثة الملهوف والميل لمساعدة الفقهاء والطلبة بجاهه، بحيث جرت على يده مبرات منها تجهيز خمسة من العميان فى كل سنة لقضاء فريضة الحج بمائة دينار، كل ذلك مع الفصاحة فى الكلام وطلاقة العبارة وقوة الحافظة. وبقصد الانتفاع بجاهه تزاحم الفضلاء فى حضور درسه ببيته وغيره، وقرئ عنده فى الكشاف ونحوه، وحدث بالكثير مما كان القارئ عنده فى أكثره الجلال بن الأمانة، ولذلك قرره فى القراءة بالقلعة بعد عزل البقاعى، وقدحه له بكلمات حسبما شرحته بمكان آخر.
قال: وقد أطلت ترجمته فى ذيل القضاة وفى المعجم والوفيات وغير ذلك اه ملخصا.
[(سفط الخمار)]
قرية من مديرية المنية بقسم المنية واقعة على الشاطئ الشرقى للبحر اليوسفى، وفى شمال ناحية الخيارى بنحو خمسة آلاف وثلثمائة متر، وفى جنوب ناحية طوة بنحو أربعة آلاف وستمائة متر، وأغلب أبنيتها بالآجر واللبن، وبها أربعة جوامع بمنارات، جامع المقالدة فى قبليها، وجامع المغاربة فى غربيها وجامع أولاد يعقوب فى وسطها، وجامع الخلايلة فى بحريها، وبها معامل دجاج وأبراج حمام، ولها سوق كل يوم أربعاء، وبها دوّار أوسية وشونة غلال ومعاصر ومصانع، وفى قبليها ثلاثة تلول شاهقة محل البلد القديم، وعلى أحد هذه التلال ضريح يعرف بضريح سيدى نهار وآخر يعرف بالشيخ الرويدى، ومقام آخر يقال إنه مقام سيدى بشر الحافى يعمل له مولد فى زمن الحصيدة