قال المقريزى عند الكلام على منية الشيرج ما نصه: قال ياقوت فى مشترك البلدان: المنية بضم الميم وسكون النون وياء مفتوحة وهاء، ثلاثة وأربعون موضعا، جميعها بمصر غير واحدة، وبمصر من القرى المسماة بهذا الإسم ما يقارب المائتين انتهى.
ولنسرد لك ما عثرنا عليه منها. فمن ذلك.
[(منية ابن خصيب)]
مدينة مشهورة بالصعيد الأدنى، على الشط الغربى للنيل فى شمال أسيوط على نحو مرحلتين، وفى كتب الفرنساوية إنها كانت تسمى فى الأزمان القديمة طمون أو أطمون، وهى كلمة قبطية معناها الدير أو المنية، وتعرف الآن بمنية ابن خصيب نسبة للخصيب بن عبد الحميد، صاحب خراج مصر من قبل هارون الرشيد. قاله المقريزى: وقيل كان ابن خصيب نصرانيا قد نزل فى هذه البلدة هو وجميع عائلته، وقال ابن بطوطة فى سياحته: ويقال إن بعض خلفاء بنى العباس تغير على أهل مصر فأراد أن يوليها أحقر عبيده، إذلالا لهم وتنكيلا بهم ليسير فيهم سيرة سوء، فكان أحقر عبيده الخصيب، وكان يتولى تسخين الحمام، فخلع عليه وولاه مصر، ظنا منه أنه يقصدهم بالأذى، كما ذلك شأن من عز بغير عهد له بالعز، فلما استقر خصيب بمصر سار فى أهلها أحسن سير، واشتهر بالكرم، فكان أكابر أهل البلاد وأقارب الخلفاء يقصدونه، فيجزل عطاياهم. فافتقد الخليفة يوما بعض أقاربه العباسيين فرآه غائبا، ثم حضر/بعد مدة فسأله عن مغيبه، فذكر له إنه قصد خصيبا بمصر، وذكر له ما أعطاه، فكان قدرا عظيما وأثنى عليه، فغضب الخليفة وأمر بسمل عينى خصيب، وإخراجه من مصر إلى بغداد، وأن يطرح فى أسواقها، فلما أتاه الأمر