هو بدرب المسمط على يسرة السالك من رأس شارع رحبة العيد المشهور بشارع حبس الرحبة طالبا المشهد الحسينى.
كان إنشاؤه سنة ست وأربعين وتسعمائة كما هو منقوش على عمود فيه من رخام.
ثم جدده الخواجا الحاج محمود محرم سنة سبع ومائتين وألف كما هو مكتوب على بابه، ووقف عليه أوقافا وشعائره مقامة منها، وبه منبر وخطبة وبه خزانة كتب عليها قيم يتعهدها ويغير منها للطالبين.
[ترجمة محمود محرم]
وفى تاريخ الجبرتى من حوادث سنة ثمان ومائتين وألف.
إن محمود محرم: هو الخواجا المعظم والملاذ المفخم سيدى الحاج محمود بن محرم أصل والده من الفيوم واستوطن مصر وتعاطى التجارة وسافر إلى الحجاز مرارا واتسعت دنياه، وولد له الحاج محمود المذكور وتربى فى العز والرفاهية.
ولما ترعرع وبلغ رشده خالط الناس وشارك وأخذ وأعطى وظهرت نجابته وسعادته حتى كان إذا أمسك التراب صار ذهبا فسلم له والده قياد الأمور، فشاع خبره بالديار المصرية والحجازية والشامية والرومية، وعرف بالصدق والأمانة والنصح، وأذعنت له الشركاء والوكلاء وأحبه الأمراء وتداخل فيهم بعقل وحشمة وحسن سير وفطانة ومداراة وتؤدة وسياسة وأدب وحسن تخلص فى الأمور الجسيمة، وعمر داره وزخرفها وجعل لها قاعة عظيمة وحولها بستان بديع، وزوج ابنه سيدى أحمد، وعمل له مهما دعا إليه إلأكابر وتفاخر فيه إلى الغاية، وعمر المسجد بجوار بيته قريبا من حبس الرحبة فجاء فى غاية الإتقان والبهجة، ووقف عليه جهات ورتب فيه وظائف تدريس.
وكان وقورا محتشما جميل الطباع مليح الأوضاع ظاهر العفاف كامل الأوصاف، حج من القلزم ورجع فى البر فى أحمال مجملة، وهيئة زائدة مكملة، فمات فى هذه السنة فى الطريق ودفن بالخيوف ﵀.