وقيسارية جهاركس. قال المقريزى: بناها الأمير فخر الدين جهاركس بجوار قيسارية أمير على، يفصل بينهما درب قيطون، وكان قبل ذلك مكانها يعرف بفندق الفراخ، ونقل المقريزى عن بعض المؤرخين أن صاحبها جهاركس نادى عليها حين فرغت، فبلغت خمسة وتسعين ألف دينار على الشريف فخر الدين إسماعيل بن ثعلب. (اه).
[ترجمة جهاركس]
وجهاركس هذا هو ابن عبد الله فخر الدين أبو المنصور الناصرى الصلاحى. كان من أكبر أمراء الدولة الصلاحية. بنى بالقاهرة هذه القيسارية، وبنى بأعلاها مسجدا كبيرا وربعا معلقا، وتوفى فى شهور سنة ثمان وستمائة بدمشق، ودفن فى جبل الصالحية. (اه).
(قلت): وهذه القيسارية محلها اليوم وكالة الزيت وما جاورها، وأما المسجد الذى بنى بأعلاها فيغلب على الظن أنه هو الذى كان فى محل قبة الغورى، فلما أراد أحد الطواشية أن يجدده منعه السلطان الغورى، وبنى القبة مع المدفن فى محله. وقد ذكرنا ذلك عند الكلام على جامع الغورى بشارع الغورية.
وأما قيسارية أمير على فقال المقريزى: إنها بشارع القاهرة تجاه الجمالون الكبير، عرفت بالأمير على ابن الملك المنصور قلاوون الذى عهد له بالملك، ولقبه بالملك الصالح، ومات فى حياة أبيه. (اه). (قلت): ومحلها الآن مدفن الغورى وما جاوره من الحوانيت.
وأما درب ابن قيطون فقال المقريزى: هو بين قيسارية جهاركس وقيسارية أمير على، وهو نافذ إلى خلف مستوقد حمام القاضى، وكان من حقوق درب الأسوانى. (اه). قلت:
ومن حقوقه الآن الباب الذى من داخل التبليطة الموصل إلى المدفن وإلى الساقية النقالى وما وراء ذلك من دار الشيخ الرافعى إلى خلف مستوقد حمام القاضى المعروف اليوم بحمام المصبغة، ويغلب على الظن أن عطفة الحمام التى بشارع الكعكيين من حقوق درب قيطون المذكور؛ لأنها خلف مستوقد حمام المصبغة.
ويوجد الآن بشارع التبليطة أحد السواقى النقالة التى كانت تنقل الماء من الخليج بواسطة مجرى تحت الأرض متصلة بالخليج من عند قنطرة باب الخرق، وهى من ضمن السواقى التى أمر بإنشائها المرحوم الوزير محمد على باشا عندما أنشأ سبيل العقّادين وسبيل النحاسين لنقل الماء إليهما، ثم لما حدثت مجارى المياه بالقاهرة وغيرها استغنى عنها، وصارت الصهاريج