أوله من مسجد البيومى وآخره عطفة البلاّحة، وقد اشتهر هذا الشارع بسيدى على البيومى، لأن مسجده بأوّله، أنشأه الوزير مصطفى باشا، وأنشأ به قبّة بداخلها مدفن للشيخ على البيومى، وأنشأ تجاه المسجد سبيلا ومكتبا، وذلك سنة ثمانين ومائة وألف.
ووراء هذا المسجد حارة تعرف بحارة البيومى؛ بها زاوية يقال لها زاوية البيومى، وتعرف أيضا بزاوية الست آمنة، بها منبر وخطبة، ويقال إنها كانت معبد الشيخ على البيومى، وبها قبر زوجته الست آمنة، وقبر ولده، وشعائرها مقامة بنظر الشيخ محمد عبد الغنى - شيخ طريقة البيومية. وقال الجبرتى: إنه أخذ طريقة الأحمدية عن جماعة، ثم حصل له جذب، ومالت إليه القلوب، وصار للناس فيه اعتقاد عظيم، وانجذبت إليه الأرواح، ومشى كثير من الخلق على طريقته وأذكاره، وصار له أتباع ومريدون. وكان يسكن الحسينية، ويعقد حلقة الذكر فى مسجد الظاهر خارج الحسينية، وكان يقيم به هو وجماعة لقربه من بيته … إلى آخر ما قال.
قلت: والمتواتر أن بيته كان بقرب وكالة الدريس تجاه جامعه على يمين السالك إلى بوابة الخلا.
[ترجمة الشيخ البيومى]
والبيومى هذا قد اشتغل بالعلم فى مبدئه ثم بالطريقة حتى وصل، وكان مباركا، واشتهرت طريقته فى الأقطار المصرية حتى اتبعه الكثير، وصار يعمل له مولد سنوى فى أيام النيل على بركة الوايلية يقرب من مولد سيدى أحمد البدوى فى كثرة الخيام وحضور الناس إليه من الأرياف، ويستمر مولده ثمانية أيام. وجميع أهل الحسينية من غنى وفقير يطبخون ليلة مولده الباذنجان المحشى حتى أن هذا الصنف لا يكاد يوجد فى ليلة مولده بخطته. وقد بسطنا ترجمته فى بلدته «بيّوم» من كتابنا هذا.