للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زمن معاوية بن أبى سفيان معتنية بأمر قياس النيل ومحافظة على المقاييس الموجودة، إلى أن تولى معاوية الخلافة فبنى فى مدينة أنصنا (١) مقياسا. سنة ست وأربعين من الهجرة، ومن بعده فى زمن عبد الملك بن مروان فى سنة ثمانين من الهجرة، بنى أخوه عبد العزيز العامل على مصر مقياسا بمدينة حلوان؛ وهى بلدة صغيرة موضوعة على الشاطئ الأيمن من النيل على بعد فراسخ من مدينة القاهرة، ولم يبق المقياس المذكور إلا قليلا من الزمن ثم هدم سنة ست وتسعين من الهجرة بناء على قول المؤرخ جرجس بن العميد.

وكان هذا المقياس صغير الذراع بالاتفاق، بخلاف مقياس الروضة الآتى ذكره، فإنه أطلق عليه اسم «المقياس الكبير والجديد» بعد أن بناه يزيد بن عبد الله التركى العامل على مصر سنة سبع وأربعين ومائتين هجرية فى خلافة المتوكل (٢).

[[مطلب عزل النصارى عن المقياس وأول من تولاه من المسلمين]]

ومن هذا الوقت عزلت النصارى عن القياس وتولاه المسلمون، وأول من تعين لذلك أبو الرداد المعلم واسمه عبد السلام بن عبد الله بن الرداد المؤذن، وذكر ابن خلكان أنه كان رجلا صالحا وكان يؤذن فى الجامع/العتيق ويعلم الصبيان القرآن. (٣)

[(المقياس فى مدة الخلفاء العباسية)]

قد أنشأ الخليفة المأمون ابن الخليفة هارون الرشيد مقياسين غير مقياس جزيرة الروضة الذى سيجئ الكلام عليه. أحدهما بقرب بلد فى محل يعرف


(١) أنصنا: من مدائن صعيد مصر القديمة، بها الملعب وهو من عجائبها وقيل إنه مقياس النيل.
خطط المقريزى، ج ١/ ٣٥٩.، بها قرية حفن التى منها مارية القبطية أم إبراهيم .
وانظر الفضائل الباهرة لا بن ظهيرة، ص ٥٦.
(٢) الفضائل الباهرة، ص ١٧٨.
(٣) انظر خطط المقريزى، ج ١/ ١٧٠.