للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من بناء الظاهر على بن الحاكم ولم يكملها، وكان قد حبس فيها الفرنج، فعملوا فيها كنائس هدمها الملك الناصر صلاح الدين، وكان قد تغلب عليها، وبنيت اصطبلات.

قال المقريزى: وبلغنى أنها كانت فى الأيام المتقدمة قد جعلت أهراء للغلال، فلما كان فى الأيام الصالحية وزارة معين الدين حسن ابن شيخ الشيوخ للملك الصالح أيوب ولد الكامل ثبت عند الحاكم أنها من الجامع، وأن بها محرابا، فانتزعت وأخرج الخيل منها، وبنى فيها ما هو الآن فى الأيام المعزية على يد الركن الصيرفى، ثم قال: وأدركنا هذا الجمالون معمور الجانبين من أوله إلى آخره بالحوانيت، ففى أوله كثير من البزازين الذين يبيعون ثياب الكتان، وبآخره كثير من الضببيين بحيث لو أراد أحد أن يشترى منه ألف ضبة فى يوم لما عسر عليه ذلك .. فلما حدثت المحن خرب هذا السوق، ثم إنه عمر بعد سنة عشر وثمانمائة قال: وفيه الآن نفر من البزازين وقليل ممن سواهم.

[درب الفرحية]

وأما درب الفرحية المذكور فقال المقريزى: إنه كان عن يمنة من خرج من الجمالون الصغير طالبا درب الرشيدى، وهو من الدروب التى كانت فى أيام الخلفاء. (اه).

قلت: ومن حقوقه الآن المصبغة الكبيرة التى بشارع الضببية وما جاورها من حانوت الأموات والمصبغة الصغيرة التى كان يتوصل منها إلى درب الرشيدى.

[درب الرشيدى]

درب الرشيدى عن يمين المارّ بالشارع، وهو من الدروب القديمة التى ذكرها المقريزى حيث قال: وكان موضعه فى أيام الدولة الفاطمية براحا تجاه الحجر، ونسبته إلى الأمير عز الدين أيدمر الرشيدى مملوك الأمير بلبان الرشيدى خوشداش الملك الظاهر بيبرس البندقدارى، وهو مقابل لباب حارة الجوانية عن يمين السالك من باب النصر يريد الخانقاه البيبرسية بين الضببية والدرب الأصفر، وإلى الآن مشهور بهذا الاسم، وبه من الدور العظيمة دار الحاج أحمد عبد القدوس التاجر المشهور، ودار عبد الله محيسن، ودار الشيخ عبده التاجر، ودار السيد محمود الحتو ابن السيد يوسف، كان تاجرا مشهورا يميل إلى الخير والصلاح .

[جامع الحتو]

وهو الذى عرف به جامع الحتو بهذه الخطة تجاه وكالة الصابون، لأنه هو الذى أنشأه سنة ثمانين ومائتين وألف، وجعل به منبرا وخطبة، وعمل به سبيلا ومكتبا، ووقف عليه