الجميع بالمهندسخانة وجعلوا معلمين بها، وكان-المترجم-هو الباش خوجه عليهم، فكان المرجع إليه والمعول عليه، ثم انفصل منها إلى قلم الترجمة بديوان المدارس فجعل ناظره، وتعين معه المرحوم رفاعة بيك فى ترجمة كتب التواريخ والجغرافيا ونحو ذللك.
وفى زمن المرحوم عباس باشا تعين خوجه على مدرسة السودان، فأقا بها إلى أن توفى هناك، وكان من أعظم رجال تلك الرسالة، حسن الأخلاق، مهيبا جليلا. ذا رأى حسن، يميل إلى جمع الدرهم والدينار.
وله كتاب فى حساب المثلثات، وكتاب فى الجبر، وكتاب فى جر الأثقال، وكتاب الحساب العادى، وتلقى عنه الكثير-من الأكبر منا سنا-مثل: سلامة باشا، ومحمود باشا الفلكى، وإسماعيل باشا محمد، وعامر بيك ونحوهم.
ومولده بمصر وإنما ينسب إلى دهشور لأن أصوله منها.
[ترجمة عبد الله أبو السعود أفندى]
وممن نشأ منها أيضا: المرحوم عبد الله أبو السعود أفندى، ابن الشيخ عبد الله أبى السعود. ولد بها سنة ألف ومائتين وست وثلاثين تقريبا، كما أخبر هو عن والده، وأصل عائلته من عرب بجبال برقة وله وجد صالح له مقام يزار هناك، يعرف بسيدى على البرقى. وكان والده ممن طلب العلم بالجامع الأزهر، وكان منوطا بوظيفة القضاء بدهشور، فألحقه بأحد مكاتبها فحفظ القرآن، وكان والده قد نيط بنظارة مكتب البدرشين-أحد المكاتب الميرية التى أنشأها المرحوم محمد على باشا سنة ثمان وأربعين-فنظمه والده فى ضمن تلامذة ذلك المكتب، فأقام به حتى تعلم الخط والحساب وغيرهما من الفنون التى كانت بالمكتب، ثم انتخبه المرحوم رفاعة بيك فيمن انتخب لمدرسة الألسن والإدارة الملكية بالأزبكية، فالتحق بتلك المدرسة فى آخر/سنة تسع وأربعين، وسنة إذ ذاك أربع عشرة سنة، فأحسن بها تعلم اللغات والعلوم التى كانت بها، وبرع على أمثاله سيما فى اللغة العربية.