ومن مشايخه فى النحو، ونحوه، الشيخ محمد قطة العدوى، والشيخ على الفرغلى الأنصارى الطحطاوى، والشيخ محمد الدمنهورى، والشيخ حسنين الغمرى. ولتأهله واستعداده قام بوظيفة تدريس اللغة العربية بدلا من شيخه الشيخ حسنين بوظيفة اللازم الثانى، وذلك فى سنة أربع وخمسين. فقرأ لأخوانه تلامذة الفرقة الأولى، كتاب مغنى اللبيب، ثم ترقى إلى رتبة الملازم الأول فى مدرسة المهندسخانة ببولاق فى وظيفة تدريس اللغة الفرنساوية وتصحيح تراجم الكتب الرياضية.
وكان قد أخذ مبادئ الهندسة والحساب والتاريخ والجغرافيا عن أساتذة من المعلمين الفرنساوية الذين كان يجذبهم إلى الديار المصرية مغناطيس مكارم العزيز محمد على منهم: المعلم شانان، والمعلم كوت، والأديب دوزول. وأخذ علم الإدارة الملكية عن الأفوكاتو موسيو سولون الذى أحضره المرحوم محمد على لهذا الغرض فى سنة ثمان وخمسين.
وترقى، المترجم، فى هذه السنة إلى رتبة اليوزباشى، وكان قد أخذ الفقه الحنفى بمدرسة الألسن عن مفتى الأحكام الشيخ خليل الرشيدى، فحضر عليه كتاب ملتقى الأبحر.
وكان مع قيامه بوظائفه يحضر دروس الجامع الأزهر، فحضر به، الدر المختار على الشيخ الرشيدى، وحضر عدة من الكتب النفيسة على الشيخ أحمد المرضعى، والشيخ المنصورى، والشيخ التميمى المغربى والشيخ المبلط.
وفى سنة تسع وأربعين انتقل إلى قلم الترجمة تحت نظارة كانى باشا ورئاسة رفاعة بيك. وفى سنة خمس وستين تعين فى ترجمة ديوان المدارس. وفى ابتداء ولاية سعيد باشا سنة سبعين جعل رئيس قلم عرضحالات بديوان المالية، ثم جعل مترجم الديوان المذكور بالخزينة المصرية، وترقى أثناء ذلك إلى رتبة الصاغقول أغاسى، ولما توجه المرحوم سعيد باشا إلى السودان جعله كاتب معيته، وبعد العود تعين كاتبا ثانيا بمجلس الأحكام، ثم انتقل إلى قلم الترجمة بالخارجية سنة خمس وثمانين، وكان قد ترقى إلى رتبة البكباشى.
وفى ابتداء جلوس الخديوى إسماعيل باشا على التخت تعين فى قلم ترجمة ديوان