للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن حوادثها كما فى سيرة نابليون الأول: أن الجنرال دوقا الموجه إلى مدينة المنصورة، سار إلى هذه البلدة بعد واقعة الفرنسيس مع أهل دمياط، فلما بلغ خبره الشيخ حسن طوبار شيخ تلك الجهة فر هاربا. فأقام الجنرال أخاه شيخا مكانه. وضبط القوارب التى كانوا يسيرون بها إلى دمياط فى البحيرة المالحة لحرب الفرنسيس، وكانت تنيف عن خمسة آلاف قارب، وأرسلها إلى دمياط. فأمنت الفرنساوية الذين فى دمياط شر نواحى المنزلة. وقد بسطنا ذلك فى الكلام على دمياط.

[(المنشأة)]

يوجد من/هذا الاسم عدة قرى، أكبرها وأشهرها منشأة أخميم من مديرية جرجا. ويقال لها: المنشأة الكبرى. وتسمى أيضا منشأة النيدة وكانت تسمى فى الكتب القديمة أبصاى، وفى بعضها كانت تسمى بطوليماييس.

قال إسترابون: وكانت أشهر بلاد الصعيد. ولم تكن أقل من منفيس وكان بها عساكر رومية مرتبة على قاعدة الروم. اه

وكانت قاعدة إقليم. وهى واقعة على الشاطئ الغربى للنيل بقرب مدينة بانويوليس (أى أخميم). ذات تربة طيبة تنتج كثيرا من البر. وكان بها كثير من المواشى. إلا أنها كانت رديئة البنيان، ضيقة الحارات جدا. لا يكاد أحد يمشى فيها عند شدة الحر لثوران أتربتها من فرط الحر وعدم رش الأرض.

وكان فى إقليمها موردة تسمى صانهون أو سمهؤون، وهى التى تعرف اليوم بسمهود، وقيل: إن سمهود كانت فى إقليم قوص. وكان فيها ست عشرة عصارة لقصب السكر. وزعم بعض الأقدمين أن قصبها لا يأكله فأر قط.

والمنشأة إلى الآن مدينة متسعة فى شرقى آثار المدينة القديمة، وفى غالب الأزمان تكون رأس قسم كما كانت فى عهد الخديوى إسماعيل، وكذا فى زمن المرحوم عباس باشا.