انتهى ملخصا من المقريزى ولم يذكر تاريخ بنائه ولا مقدار النفقة عليه ولا ما وقف عليه. وعلى حائطه تاريخ سنة خمسين وستمائة ولعله تاريخ عمارة جرت فيه.
وهذا الجامع الآن فى أول قصبة رضوان خلف القره قول الكائن تجاه باب زويلة، له باب على قصبة رضوان وباب بأول شارع الدرب الأحمر، ومحرابه من أعظم المحاريب وأعمدته من الرخام وبه عمود من حجر السماق وبه منبر عظيم ودكة للتبليغ، وله صحن بوسطه حنفية وصهريج وميضأة ونخلات وهو من المساجد الشهيرة، ولم تزل شعائره مقامة بالجمعة والجماعة وكان يقرأ به درس فى فضائل الأعمال.
وله أوقاف عظيمة تحت نظر ديوان عموم الأوقاف يتحصل من ريعها مع المرتب فى الروز نامجة نحو اثنى عشر ألف قرش.
[جامع صاروجا]
فى المقريزى: أنه بالقرب من بركة الرطلى مطل على الخليج الناصرى، وكان فى خطة تعرف بجامع العرب فأنشأ بها هذا الجامع ناصر الدين محمد أخو الأمير صاروجا نقيب الجيش بعد سنة ثلاثين وسبعمائة ثم دثرت تلك الخطة فصارت كيمانا انتهى.
ولم يبق الآن لهذا الجامع أثر وخطته صارت مزارع، وكان هناك أشجار من الجميز أدركناها كانت منتزها وكان محلها يعرف بدهليز الملك.
[جامع صرغتمش]
هذا الجامع بشارع الصليبة عن يمين الذاهب من قناطر السباع إلى قلعة الجبل تجاه مسجد الخضيرى، بنى أول أمره مدرسة فإنه منقوش على بابه الكبير فى الحجر: أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة المقر الأشرف العالى المولوى العالمى العادل الفاضلى السيفى صرغتمش الناصرى، مربى العلماء ومقوى الضعفاء بانى المدارس والمساجد فى ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وسبعمائة. وله باب آخر يوصل إلى المطهرة وصحنه مفروش بالرخام الملون وفى دائره عدة خلاو لإقامة المجاورين، وفى وسطه ميضأة أخرى مسقوفة على ثمانية أعمدة من الرخام، وفى جوانبه أربعة ألونة فى أحدها القبلة بحائطها رخام ملون منقوش، وعلى جانبيها لوحان من الرخام منقوش فى كل منهما مما عمل برسم المقر العالى السيفى الملكى الناصرى صرغتمش.