فطلب منه الطريق، فدله على أستاذه الشيخ عبد العليم أحد مشايخه فى العلم، فرحل إليه فلقنه الذكر، وأمره بالتردد على الأستاذ الشلقامى لتقارب بلديهما، فجد واجتهد وحصل له الفتح والمدد فى مدة يسيرة، ثم أذن فاشتهرت الطريقة على يده شهرة تامة.
وكان ﵁ جبلا راسخا فى العلم والمعرفة، شديد الورع كثير الحلم والصفح، دائم الكرم ذا هيبة ووقار، متمسكا بالسنة فى جميع أحواله. توفى سنة ثمان وخمسين بعد الألف والمائتين، بعد أن عمر بضعا وثمانين سنة، ودفن بالقايات، وقد أفرد مناقبه بالتأليف ولده الروحى الجامع بين الشريعة والحقيقة، الإمام الكامل والعالم الفاضل، الشيخ خليفة السفطى المتوفى فى أوائل سنة ثلاث وتسعين.
[ترجمة الشيخ عبد الجواد القاياتى]
وبعد موت المترجم، قام مقامه ابنه الإمام الأمجد والبطل الأوحد، مؤيد السنة وناصر الدين، مربى الفقراء والمريدين، العارف المعتقد الشيخ عبد الجواد بن الشيخ عبد اللطيف، نشأ بالقايات فى حجر والده، فقرأ بها القرآن، ثم نقله إلى القاهرة، فأخذ العلم عن جماعة منهم: النور النجارى الذى مقامه بالقرافة الكبرى ظاهر يزار، وكان غالب أخذه عنه وجل تردده إليه بوصاية والده، وكان الشيخ يجله غاية الإجلال، ويقدمه على جميع الطلاب، ويقول إنه من الأولياء وسيكون له شأن، وأخذ عن غيره من أئمة الوقت، وأخذ الطريق عن والده، فجد واجتهد، فلما أحس والده بالرحيل إلى جناب الجليل، أمره بالتلقين والإرشاد، فقام بإحياء تلك الشعائر أتم قيام، وبلغ فى الكرم والحلم الغاية، مع تمسكه بالسنة المحمدية فى جميع شئونه، وكثرت أتباعه كثرة فائقة، وطار صيته ونفذ قوله وامتثل أمره.