بين يديه فعنفه ووبخه، ثم أمر به فسجن إلى ليلة الجمعة خامس عشر ذى الحجة، فلحق بربه تلك الليلة سنة تسع وسبعمائة، ودفن بالقرافة فى تربة الفارس أقطاى، ثم نقل بعد مدة إلى تربته بسفح المقطم، ثم نقل منها بعد مدة إلى خانقاهه، وكان رحمه الله تعالى خيرا عفيفا كثير الحياء وافر الحرمة جليل القدر مهيب السطوة أيام إمارته، وفى أيام سلطنتة اتضع قدره ولم تنجح مقاصده إلى أن أناخ به الحمام انتهى باختصار.
[جامع بيبرس الخياط]
هو بالجودرية. أنشأه بيبرس الخياط فى سنة اثنتين وستين وستمائة، وله بابان كلاهما بشارع الجودرية، وهو مقام الشعائر كامل المنافع، وبه قبر زوجة بيبرس المذكور وقبر أولاده، فوقهما قبة شامخة من الحجر بناؤها غريب وله أوقاف يصرف عليه منها بمعرفة ناظره الشيخ عبد البر بن الشيخ أحمد منة الله أحد علماء الجامع الأزهر.
[جامع البيومى]
هو بشارع الحسينية على يسرة الذاهب إلى خارجها. ذو بناء حسن وعمده من الرخام، وأرضه مفروشة بالحجر النحيت، ومنبره من الخشب النقى وكذا سقفه، وله منارة ومطهرة وأخلية، وشعائره مقامة على الدوام، وبه ضريح الشيخ على البيومى عليه مقصورة عظيمة من الخشب النقى، ثم جعلها المرحوم عباس باشا من نحاس تحت قبة مرتفعة.
وهذا الجامع والضريح من إنشاء الأمير مصطفى باشا الوزير قبل وفاة الشيخ، قال الجبرتى فى تاريخه: ولما كان بمصر مصطفى باشا مال إلى الشيخ البيومى واعتقده وزاره، فقال له الشيخ: إنك ستطلب للصدارة فى الوقت الفلانى فكان كما قال، فلما ولى الصدارة بعث إلى مصر فبنى له المسجد وسبيلا ومكتبا وقبة بداخلها مدفن للشيخ على يد الأمير عثمان أغا وكيل دار السعادة، وكان موت الشيخ فى سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف انتهى.
ومقامه مشهور يقصد بالزيارة كثيرا وله مولد كل سنة فى غاية الشهرة، وفى آخر المولد يطبخ أهل الحسينية الباذنجان الأبيض ويحشونه بالأرز واللحم ويهتمون لذلك اهتماما عظيما، وكثيرا ما ينذر له قصع الكشك والعدس، وبعد صلاة كل جمعة ينتصب فى الجامع حلقة