عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وقد أناف على تسعين سنة رحمه الله تعالى، ولما حضرته الوفاة أنشد لنفسه:
قالوا غدا نأتى ديار الحمى … وينزل الركب بمغناهم
وكلّ من كان مطيعا لهم … أصبح مسرورا بلقياهم
قلت فلى ذنب فما حيلتى … بأى وجه أتلقاهم
فقالوا أليس العفو من شأنهم … لا سيما عمن ترجّاهم
ثم ظفرت بتاريخ مولده فى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بسخا ا. هـ.
[ترجمة الحافظ الشيخ محمد شمس الدين السخاوى]
وإليها أيضا ينسب الحافظ الشهير محمد شمس الدين السخاوى، وقد ترجم نفسه فى كتابه «الضوء اللامع فى أهل القرن التاسع» فقال: إنه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبى بكر بن عثمان بن محمد الملقب شمس الدين أبو الخير وأبو عبد الله ابن الزين أو الجلال أبى الفضل وأبى محمد السخاوى الأصل القاهرى الشافعى ويعرف بالسخاوى، وربما يقال له ابن البارد شهرة لجده بين أناس مخصوصين، ولذا لم يشتهر بها أبوه بين الجمهور ولا هو، بل يكرهها، ولا يذكره بها إلا من يحتقره.
ولد فى ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، بحارة بهاء الدين علو الدرب المجاور لمدرسة البلقينى محل أبيه وجده، ثم تحول مع أبويه لملك اشتراه أبوه مجاور سكن شيخه ابن حجر، وأدخله المكتب بالقرب من الميدان عند المؤدب عيسى المقسى، ثم نقله بعد يسير لزوج أخته حسين الأزهرى، فقرأ عنده القرآن وصلى للناس التراويح فى رمضان بزاوية أبى أمه شمس الدين العدوى، ثم توجه به أبوه للشيخ محمد النحريرى فانتفع به فى آداب التجويد، وعلق عنه فوائد ونوادر، ثم انتقل إلى ابن أسد فحفظ «التنبيه» كتاب عمه،