للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و «المنهاج الأصلى»، و «ألفية ابن مالك»، وقرأ عليه القراءات إفرادا وجمعا، وتدرب به فى المطالعة، وكلما انتهى حفظه لكتاب عرضه على شيوخ عصره، ثم حفظ «الفية العراقى»، وشرح «النخبة»، و «الشاطبية»، وبعض «جامع المختصرات»، وسمع للعشر على الزين رضوان العقبى وغيره، وأخذ العربية عن الجمال بن هشام الحنبلى وغيره، وحضر عند الشمس الونائى الدروس الطنانة التى أقرأها فى الروضة، وأخذ الفقه عن العلم البلقينى وغيره، وكذا التفسير والعروض، وأخذ الفرائض والحساب والميقات والأصول والمعانى والبيان والصرف والمنطق واللغة والتصوف وغير ذلك-عن الشرف المناوى والكمال ابن إمام الكاميلية والشمنى وغيرهم.

وقبل ذلك كله سمع مع والده الحديث الكثير عن شيخه الشهاب بن حجر، وأوقع الله فى قلبه محبته فلازم مجلسه وعادت عليه بركته فى هذا الشأن، الذى باد حماله وحاد عن السنن المعتبر عماله، فأقبل عليه بكليته بحيث تقلل مما عداه؛ لقول الحافظ الخطيب: إنه علم لا يعلق إلا بمن قصر نفسه عليه، وقول الإمام الشافعى لبعض أصحابه: أتريد أن تجمع بين الفقه والحديث هيهات. وكثير من أئمة الحديث وحفاظه وصفوا باللحن، والمراد أن ذلك بالنسبة للخليل وسيبويه ونحوهما دون خلوهم أصلا منه.

وداوم الملازمة لشيخه حتى حمل عنه علما جما، وقرأ عليه الاصطلاح بتمامه وعلوم الحديث، وسمع عليه أكثر تصانيفه فى الرجال وغيرها، و «اللسان» بتمامه، و «مشتبه النسبة»، و «تخريج الرافعى»، و «بذل الماعون»، وأماليه الحلبية والدمشقية، و «بلوغ المرام»، و «العشرة العشاريات» وما يقال فى الصباح والمساء وأشياء يطول إيرادها وأذن له فى الإفادة والتصنيف، وصلى به إماما التراويح فى بعض ليالى رمضان، وتخرج بغيره أيضا حتى بلغ عدة من أخذ عنهم بالقاهرة وضواحيها كالجيزة وإنبابة وعلو الأهرام وسرياقوس والخانقاه