للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبلبيس وسفط الحناء ومنية الرودينى وغيرها-زيادة على أربعمائة نفس، كل ذلك وشيخه يمده بالفوائد التى لا تنحصر.

وبعد وفاة شيخه سافر دمياط فسمع بها، ثم سافر للحج فلقى بالطور والينبع وجدة غير واحد فأخذ عنهم، وقرأ بمكة الكتب الكبار والصغار، حتى قرأ داخل البيت المعظم وبالحجر وعلو غار ثور وجبل حرا والجعرانة ومنى ومسجد الخيف-على خلق كثير، وقرأ بالمدينة الشريفة تجاه الحجرة النبوية على البدر بن فرحون وبرابغ وخليص وأيلة، ثم توجه لمنوف العليا فسمع بها وبفيشة الصغرى، وارتحل إلى ثغر الإسكندرية فأخذ بها وبأم دينار ودسوق وفوّه، ورشيد والمحلة وسمنود ومنية عشاش ومنية نابت، والمنصورة وفارس كور ودنجيه والطويلة ومسجد الحضر ودمياط -عن نحو خمسين نفسا، ثم ارتحل إلى حلب، وسمع فى توجهه إليها بسرياقوس والخانقاه وبلبيس وقطبا، وغزة والمجدل والرملة وبيت المقدس والخليل ونابلس ودمشق وصالحيتها، والزبدانى وبعلبك وحمص وحماة وحلب وجبرين، ثم بالمعرة وطرابلس وبرزة وكفر بطنا والمره وداريا وصالحية مصر والخطارة وغيرها-عن نحو مائة نفس.

واجتمع له من المرويات بالسماع والقراءة ما يفوق الوصف على أنواع شتى، قال: ولعمرى إن المرء لا ينبل حتى يأخذ عمن فوقه ومثله ودونه. ولما صارت مجالس الحديث آنسة عامرة منضبطة أملى بمنزله يسيرا، ثم تحول لسعيد السعداء وغيرها، ثم توجه بعياله ووالديه إلى الحج فحجوا وجاوروا، وحدث فى المسجد الحرام بأشياء، وتوجه لزيارة ابن عباس بالطائف فسمع هناك بعض الأجزاء، ولما رجع إلى القاهرة شرع فى إملاء «تكميله» وغيره بحيث بلغت مجالس الإملاء ستمائة مجلس، وحج ثانيا وأقام أشهرا بالمدينة وجاور نحو ثلاث سنين، ولما عاد إلى القاهرة تزايد انجماعه عن الناس وامتنع عن الإملاء، وترك الإفتاء حين تزاحم الصغار على ذلك، واستوى الماء والخشب.