وفى تحفة الأحباب للسخاوى أن الحاكم بأمر الله أخبر بأن بالقرب من الجامع الطولونى قبور جماعة من السادات، فأمر ببناء مساجد ثلاثة فى هذا الخط فسميت بالمساجد الحاكمية، وذلك سنة اثنتين وأربعمائة انتهى.
[جامع أبى بكر]
هذا الجامع بشارع سوق الزلط. ويعرف أيضا بمسجد السيد يوسف وهبة، وهو مقام الشعائر من جماعة وأذان وله أوقاف تحت نظر السيد موافى.
[جامع أبى حريبة]
هو جامع قجماس الإسحاقى السيفى بشارع الدرب الأحمر عن شمال الذاهب من باب زويلة طالبا القلعة. أنشأه الأمير قجماس فى سنة ست وثمانين وستمائة كما وجد فى بعض نقوش حجارته، وأرضه مرتفعة نحو ثلاثة أذرع، وبه أربعة ألونة، وصحنه مفروش بالرخام ومسقوف بالخشب النقى، وبه منبر ودكة، ومطهرته بأخليتها وساقيتها منفصلة عنه، ينزل إليها بدرج بعد المرور فوق قبوة تحتها طريق يوصل إلى الباطنية، وله منارة وشعائره مقامة وأوقافه تحت نظر الشيخ محمد هانى.
وعرف بجامع أبى حريبة من أجل أن دفن به الشيخ أحمد أبو حريبة النقشبندى المتوفى سنة ألف ومائتين وثمان وستين وقبره تحت قبة شاهقة أنشئت مع إنشاء الجامع، وبجوار قبره قبر آخر يقال إنه ليس به أحد.
وقجماس المذكور مات بأرض الشام وكان نائبا فيها، ففى ابن إياس أنه فى شوال من سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة جاءت الأخبار بوفاة نائب الشام قجماس الإسحاقى الظاهرى، وكان دينا خيرا فى غاية الاحتشام مع لين الجانب، وكان إنسانا حسنا لا بأس به. قال:
وهو الذى أنشأ المدرسة التى عند الدرب الأحمر بقرب سوق الغنم، وأنشأ مثلها بدمشق، وله آثار حسنة غير ذلك انتهى.
وفى الضوء اللامع للسخاوى أن قجماس هذا هو قجماس الإسحاقى الظاهرى جقمق نائب الشام، نشأ فى خدمة أستاذه، وجوّد الخط فى طبقته بحيث كتب بردة وقدمها له فاتهم بأنها خط شيخه وكان كذلك، فامتحنه فكتب بحضرته بسملة فاستحسنها سيما وقد أشبهت كتابة شيخه فيها، وصرف له أشياء وحج رفيقا لتمربغا فى أيام أستاذهما، ثم عمله الظاهر خشقدم خازندار كيس، ثم أمّره بلباى عشرة بعد أن توجه لنقل المنصور لدمياط وللإذن