وشعائرها مقامة، ولها أوقاف قليلة تحت نظر الشيخ على ماجور، وتعرف أيضا بزاوية أبى الحمائل، وبها ضريحه مشهور وبها ضريح آخر يزعم الناس أنه للشيخ محمد الشناوى، وليس كما زعموا فإن الشناوى مدفون فى محلة روح وقد بسطنا ترجمته فى الكلام عليها.
[ترجمة أبى الحمائل]
وأما أبو الحمائل فقال الشعرانى فى طبقاته: كان الشيخ محمد السروى المعروف بأبى الحمائل من الرجال المشهورين فى الهمة والعبادة، وكان يغلب عليه الحال فيتكلم بالألسن العبرانية والسريانية والعجمية، وتارة يزغرت فى الأفراح والأعراس كما تزغرت النساء، وكان إذا قال قولا ينفذه الله له، وشكى له أهل بلده من الفأر فى مقثأة البطيخ؛ فقال لصاحب المقثأة: رح وناد فى الغيط حسبما رسم محمد أبو الحمائل: انكم ترحلون أجمعون، ففعل. فلم ير بعد ذلك فيها فأرا واحدا فجاء إليه أهل البلاد؛ فقال: يا أولادى الأصل الإذن من الله.
ولم يفعل معهم ذلك.
وكان مبتلى بالخوف من زوجته وكان لا يقرب أحدا إلا بعد امتحانه بما يناسبه، وكان يقول: لقنت نحو ثلاثين ألف رجل ما عرفنى منهم غير محمد الشناوى، وقد اجتمعت به مرارا بالزاوية الحمراء خارج القاهرة ولقننى الذكر. ولما دخل مصر سكن بنواحى جامع الغمرى وكان يكره للمريدين قراءة الأحزاب، ويقول: ما رأينا أحد قط /وصل إلى الله بمجرد قراءة الأحزاب والأوراد، ويقول: مثال أرباب الأحزاب مثال شخص من أسافل الناس اشتغل بالدعاء ليلا ونهارا أن الله يزوجه بنت السلطان.
وقال: كنت يوما أقرأ على الشيخ يحيى المناوى بجامع عمرو فى خلوة الكتب، فدخل علينا رجل فى وسطه خيشه محزم عليها بحبل-وهو أسود كبير البطن-فقال: السلام عليكم؛ فقلنا: وعليكم السلام؛ فقال للشيخ: ايش تعمل بهذه الكتب! فقال أكشف عن المسائل فقال: أما تحفظها؟ فقال الشيخ: لا. فقال: أنا أحفظ جميع ما فيها كل حرف فيها يقول لك: كن رجلا جيدا. ثم خرج ولم نجده.