هذا الجامع بشارع التبانة على يمنة السالك من الدرب الأحمر إلى القلعة بين باب الوزير وجامع الماردانى. له بابان أحدهما بالشارع وآخر بحارة مظهر باشا، وصحنه مفروش بالرخام النفيس وفيه تقاسيم جميلة، وكان يعرف بمدرسة أم السلطان، وعلى يمنة الداخل من الدهليز لوح رخام أزرق مقسم باللون الأخضر منقوش فيه: الحمد لله أنشأ هذه المدرسة المباركة مولانا السلطان الملك أعز الله أنصاره لوالدته تقبل الله منهما. وهذا المسجد الآن مقام الشعائر.
وفى المقريزى فى ذكر/المدارس: مدرسة أم السلطان خارج باب زويلة بقرب القلعة، يعرف خطها الآن بالتبانة وكان موضعها مقبرة أنشأتها الست الجليلة الكبرى بركة أم السلطان الأشرف شعبان بن حسين سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وعملت بها درسا للشافعية ودرسا للحنفية، وعلى بابها حوض ماء للسبيل، وهى من المدارس الجليلة. وفيها دفن الملك الأشرف بعد قتله.
[ترجمة الست بركة أم السلطان الاشرف شعبان]
وبركة هذه هى الست خوند، كانت أمة مولدة، فلما أقيم ابنها فى مملكة مصر عظم شأنها، وحجت سنة سبعين بتجمل كثير وبزخ زائد، وعلى محفتها العصائب السلطانية والكؤوسات تدق معها، ومعها ما يجل وصفه، من ذلك قطار جمال محملة محائر قد زرع فيها البقل والخضروات، وعند قدومها خرج السلطان بعساكره إلى لقائها وسار إلى البويب، وماتت سنة أربع وسبعين وسبعمائة، وكانت خيرة عفيفة لها بر كثير ومعروف معروف، تحدث الناس بحجتها عدة سنين، لما كان لها من الأفعال الجميلة فى تلك المشاهد الكريمة، وكان لها اعتقاد فى أهل الخير ومحبة فى الصالحين، وقبرها موجود بقبة هذه المدرسة.
واتفق أنها لما ماتت أنشد الأديب شهاب الدين أحمد بن يحيى الأعرج السعدى هذين البيتين:
فى ثامن العشرين من ذى القعدة … كانت صبيحة موت أم الأشرف
فالله يرحمها ويعظم أجرها … ويكون فى عاشور موت اليوسفى
فكان كما قال، وغرق ألجاى اليوسفى كما ذكرنا ذلك فى الكلام على جامعه.
[جامع أم الغلام]
هذا الجامع يعرف أيضا بجامع أينال وهو بشارع قصر الشوك. يسلك إليه من جهة باب المشهد الحسينى المعروف بالباب الأخضر. أنشأه السلطان أينال اليوسفى، وهو جامع كبير