عادة من تقدمه من الملوك إلى أن بنيت فيه الترب شيئا بعد شئ، حتى انسدت طريقه، واتصلت المبانى من ميدان القبق إلى تربة الروضة خارج البرقية. (انتهى باختصار).
(قلت): ومحله اليوم ترب المجاورين وترب قايتباى.
[[تربة الروضة]]
وأما تربة الروضة فهى الترب الواقعة بين التلول وسور البلد بقرب باب الغريب - الذى هو الآن أحد أبواب القاهرة - ويغلب على الظن أنه كان فى محل هذا الباب أو بالقرب منه باب البرقية الذى ذكره المقريزى عند ذكر أبواب القاهرة إلا أنه لم يتكلم عليه ولم يبين محله وإنما قال عند ذكر جامع البرقية إن هذا الجامع من باب البرقية بالقاهرة، وعمّره مغلطاى الفخرى، وذلك سنة ثلاثين وسبعمائة. (انتهى). (قلت): وفى وقتنا هذا لم يوجد بهذه الخطة جامع مسمى بهذا الاسم، بل الجامع الموجود هناك معروف بجامع الغريب، فلعله هو جامع البرقية، ويشهد لذلك ما هو موجود فى حجج أملاك هذه الجهة من ذكر حارة البرقية،
(تتمة): كفر الطماعين وكفر الزغارى المتقدم ذكرهما هما حارتان كبيرتان متلاصقتان بالسور، سكانهما يميلون إلى التعصب والتحزب، وكانت لهم غارات فيما سبق، فكانوا يتحالفون على المغالبة والمضاربة بالعصى والمساوق، ويستعملون الشد والعهد بينهم، بمعنى أن كل طائفة منهم لهم كبير يدعونه بالعم وهو يدعوهم بالمشاديد، فكان الواحد منهم إذا أراد التعصب على سكان جهة أخرى - كالعطوف مثلا - لمضاغنة بينهما أرسل إليهم يخبرهم بأنه يريد التعصب عليهم، فيعطونه ميعادا، ويخرجون خارج البلد جهة الخلاء، ويتضاربون بالمساوق ونحوها، وربما فزع بعضهم بسلاح إذا طال القتال، واشتد بينهم. وفى بعض الأوقات كان يموت منهم القليل، وإذا وصل الخبر إلى الحكومة فكانوا ينكرون ذلك، ويعدونه من الفتوة. ولكن فى هذه السنين قد بطل ذلك، وانسد هذا الباب شيئا فشيئا حتى صارت التعصبات والتحزبات كأنها لم تكن شيئا مذكورا. وكانت هذه الأمور لا تقع غالبا إلا من سكان الحارات القريبة من الخلاء مثل الحسينية والحطابة والعطوف، وغيرها من تلك الجهات.
هذا ما يتعلق بوصف شارع الدراسة وما فيه من العطف والحارات وغيرها قديما وحديثا.