وذكر المؤرخون أن هذا المعبد كان فى غاية الاحترام، حتى كان من يدخله من الأرقاء لا يؤخذ منه ولا يتعرض له، وبسبب هذه المزية كثرت عنده المساكن حتى صار حوله كمدينة أو قرية كبيرة.
ومن ابتداء الفم إلى قرية شيديا كثبان كثيرة على أبعاد مختلفة، وبجميعها آثار قديمة تدل على أنه كان عليها بلاد كثيرة عامرة بالخلق، ومن هذه الكثبان كوم الذهب، وهو على الشاطئ الأيسر من النهر على بعد ٤٠٠٠ متر من الفم فى الجنوب. وبعده كيمان مازين؛ وهى كيمان متصلة ببعضها فى طول ١٥٠٠ متر، وهى أيضا على الشاطئ المذكور على بعد ٨٠٠٠ متر من الفم. وتل الكناس على بعد ١٥ كيلومترا من الفم و ٣٠ من دمنهور، ولا مانع من أنه محل مدينة أنتيل المذكورة فى مؤلفات (هيردوت) وكانت من المدن العظيمة.
[مديرية مريوط]
هذه المديرية منفصلة عن مديرية البحيرة ببحيرة مريوط التى فى جهتها الشرقية، ممتدة إلى الشمال والشمال الغربى إلى حد البحر المالح، وفى الجنوب والجنوب الغربى إلى وادى النطرون، وبحر بلا ما بعد أبى قير بقدر ٥ ميريامترات، وكان ماء النيل فى الأزمان القديمة يروى أغلب جهاتها، وكان بها كثير من المدن والضياع، وكانت كثيرة الأهالى وبها كثير من أنواع المحصولات، وكانت مشهورة بجودة النبيذ وكروم العنب، وكانت ترسل فى كل سنة من نبيذها مقدارا عظيما إلى مدينة روما وغيرها من المدن، ويؤيد ذلك ما ورد عن السلف فى مؤلفاتهم.
ولنذكر هنا ملخص ما حققه محمود بيك فى رسالته، من غير أن ندخل فى تفاصيل