ما ذكره فنقول: قد قسم العالم المذكور أرض هذه المديرية إلى ٤ (١) مناطق مختلفة فى الارتفاع، وجميعها محاذ لساحل البحر.
الأولى: وهى ساحل البحر عرضها ٤ كيلومترات بقرب الشيخ العجمى، وواحد ونصف فقط بقرب أبى صير، وفوق هذه المنطقة مدينة إسكندرية وأبو قير، وهى كثيرة الخصوبة تنبت كثيرا من الخضراوات والبطيخ والتمر، ويوجد بها إلى الآن كثير من الآثار القديمة التى تدل على أنها كانت معمورة بكثير من القرى والضياع، وكان بها كثير من المبانى الشهيرة، وبقيت كذلك أزمانا مديدة.
والمنطقة الثانية: هى المسماة بذراع البحر، وهى ما ستمر من وادى البحيرة نحو أبى صير وبعده. ومبدؤها فى مواجهة المكس وفيما بين السواحل والجبل الذى فوقه/الشيخ المعروف بالشيخ على مرغب. وعرضها قريب من ٤ كيلومترات فى طول ٢٠ كيلومترا، ونصفها الأسفل مغمور بماء البحيرة، فهو فيها الآن كما كان فى الأزمان السابقة، والنصف الثانى يشاهد فيه كثير من الجزائر فى أرض مستملحة، وكان بجميع هذه الجزائر قرى مسكونة فى الأزمان المختلفة، متصلة بخراب كثير يمتد إلى الشيخ أبى الخير الكائن على بعد ٣٠ كيلومترا من عمود السوارى فى الجهة الجنوبية الغربية. وعلى بعد ١٩ كيلومترا من العجمى، ويقرب أبى الخير يضيق الوادى حتى يكون عرضه كيلومترا بين الشيخ المذكور وخراب مدينة مريا أو ماريوط، وفى الجنوب الغربى من هذا الشيخ يتسع الوادى ويكون عرضه كيلومترين ونصفا فى طول ١٣ كيلومترا تقريبا من أبى صير، ومن بعده إلى ٤ كيلومترات تقريبا.
وجميع أرض هذه المنطقة مستملحة لكنها جامدة منحطة عن استواء ماء البحر، من إبتداء أبى صير إلى ما بعد البحيرة وفيها كثير من الآثار التى منها خراب متسع فى الشمال الشرقى من أبى صير يمتد فى طول ٩ كيلومترات، والخراب الذى فى قرب أبى صير وبرج العرب هو
(١) فى الأصل ٥ وما أثبتناه هو الصواب بناء على ما ذكره محمود الفلكى فى رسالته ص ١٧٤، وما ذكره صاحب الخطط فى تقسيمه لمديرية مريوط.