للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خراب مدينة طابوزريس، ومن هذا الموضع على بعد بعض ميريامتر فى الجنوب الغربى فى مواجهة منفذ بحر بلاما، وعلى بعد ١٠٠ كيلومتر من مدينة إسكندرية. وفى هذه المنطقة أرض تعرف بالبردان، وهى عبارة عن حوض تجتمع فيه مياه الأمطار الساقطة فى الأراضى المجاورة، وفى جميع أوقات السنة على بعد قليل من سطح الأرض ينبع منه الماء، ويكفى أن يحفر فى الصيف نصف متر فقط.

والمنطقة الثالثة: هى الجبل الذى فى نهايته البحرية الشرقية الشيخ على مرغب، ويدخل فى البحيرة على هيئة لسانه، وتنحصر هذه المنطقة بين هذا الجبل والمنطقة الأولى، وعرض المنطقة الثالثة ٧ كيلومترات وطولها نحو ١٠٠ كيلومتر، وأرضها غير مستوية لكنها خصبة، وانحدارها من الجنوب الغربى إلى الشمال الشرقى، وهى الأرض الأصلية للمديرية، والغيطان الموجودة بها الآن تعرف بالكروم، وكان بها بلاد كثيرة، وقد عدّ منها محمود بيك ٤٠ قرية، يشاهد فيها إلى الآن آثار معامل النبيذ وكثير من السواقى والمعاصر.

وجميع ذلك يدل على أن هذه المنطقة كانت حسنة كثيرة العمار.

وبين الشيخ على مرغب وأبى صير فى طول قريب من ٣٧ كيلومترا تشاهد آثار خمس مدن، من ضمنها خراب مدينة ماريوط ومدينة طابوزريس، وتسمى العرب الأولى من هاتين بالمدينة، ومحلها فى الشمال الشرقى من الجبل على بعد كيلومتر غربى الشيخ على مرغب، وطول خرابها قريب من ١٠٠ متر وعرضه قريب من ٤٠٠ متر على سفح الجبل، والمدينة الثانية، قريبة من قصر المرحوم سعيد باشا، وطول خرابها قريب من ٦٠٠ متر وعرضه ٥٠٠ متر، وبينها وبين عمود السوارى ٢٠٠٠٠ متر، ومنها إلى العجمى ١٣٦٠٠ متر، ومن المدينة إليها ٨٨٠٠ متر، وفى وسط هذا الخراب كثير من الآبار والصهاريج ومعامل النبيذ.

ويرى فى الشمال الغربى على بعد ٢ كيلومتر خراب تسميه العربان: القصر، وفيه آثار كثيرة من معامل النبيذ. ويوجد قريبا من هذا المحل واد متسع يقرب طوله من ٣ كيلومترات، وعرضه ٢، ومساحته تقرب من ١٥٠٠ فدان مصرى، تسميه العربان بالغيط، وأطلقت