عليها العساكر فى زمن المرحوم سعيد باشا برنجى مريوط، واستكشف فيها زيادة عن ١٠٠ ساقية من مبانى الرومانيين والعرب، وجميعها فى غاية من المتانة، وبعضها عبارة عن ثمانية آبار تحيط بالبئر الأصلى متصلة به بمجار تحت الأرض.
والخراب المعروف بالقرية، بينه وبين الخراب الثانى ٤ كيلومترات، ومنه إلى العجمى ١٥ كيلومترا، وإلى الشيخ على مرغب ١٣ كيلومترا، وطوله مثل عرضه، وقدر الواحد ٥٠٠ متر، ومساحته تقرب من ٧٥ فدانا، وفيه آثار معامل النبيذ ومعاصر الزيت، وتقرب مساحة أرض القرية من ٢٥٠٠ فدان، وقد وجد بها ما يزيد عن ١٠٠ ساقية أيام المرحوم سعيد باشا، وأطلقت عليها العسكر فى وقته اسم (ايكنجى مريوط) وأرضها منقسمة إلى الآن إلى عدة كروم، يعرف بعضها بأسماء مخصوصة، وذلك يدل على أن هذه الأرض كانت كثيرة الكروم.
ثم يوجد خراب آخر يعرف بالسر وهو على ساحل البحيرة على بعد ١٠٠٠ متر تقريبا، وبينه وبين الخراب السابق ٢٨٠٠ متر فى جهة الغرب، وعلى بعد ٨ كيلومترات من شرق مدينة مريوط، ويطلق على أغلب كرومه: كروم السر.
ويوجد غير ما ذكر خراب بينه وبين أبو صير قريب من ٧ كيلومترات، ومنه إلى مدينة مريوط ١٣ كيلومترا. ومن ضمن هذه المنطقة أيضا مدينة قوموتيس القديمة.
والمنطقة الرابعة: تشتمل على جميع الأراضى الواقعة بين المنطقة الثالثة وصحارى ليبيا، وتمتد إلى فم وادى النطرون وبحر بلاما، وفيها كثير من آثار القرى والبلاد، وتعرف أرضها أيضا بالكروم.
فمن جميع ذلك يعلم ما كانت عليه هذه المديرية فى الأيام السالفة من كثرة العمرات، وكانت فى/القرون الأولى من النصرانية وزمن قياصرة القسطنطينية، بناء على ما ذكره (جراثيان لوبير)، مسكونة بالنصارى الفارّين من الفتن والمنازعات المذهبية، وبنى بها كثير من الديور، وورد إليها كثير من الخلق حتى أن القيصر (ولانس (١) أمر حاكم إسكندرية فى
(١) الصحيح «فالنز». انظر: سعيد عاشور: أوربا العصور الوسطى، ج ١، ص ٦٦،٢٢.