للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجامع، وابن الجوهرى يسوس القضية ويستميل الأمراء وكبار المشايخ الذين كانوا مع العريشى كالشيخ الدردير والشيخ أحمد يونس.

[مطلب حادثة الشوام والأتراك]

واستمر الأمر نحو سبعة أشهر إلى أن أسعفت العروسى العناية بوقوع حادثة بين الشوام والأتراك، واحتد الأمراء للجنسية وأكدوا فى طلب المحاققة، وتصدى العريشى للذب عن الشوام فانطلقت عليه الألسن وانحرف عليه الأمراء وطلبوه فاختفى، وعين لطلبه الوالى وأتباع الشرطة وعزلوه من الإفتاء، وحضر الأغا وصحبته العروسى للقبض على الشوام ففروا، فأغلقوا رواقهم وسمروه أياما ثم اصطلحوا وظهر العروسى من ذلك اليوم وثبتت مشيخته ورياسته، وأمروا العريشى بلزوم بيته وأن لا يعارض فى شئ ولا يتداخل فى أمر، فاختلى بنفسه وقال: الآن عرفت ربى. وأقبل على العبادة والذكر وقراءة القرآن، ونزلت له نزلة فى أنثييه من القهر، فأشاروا عليه بالفصد ففصد فازداد ألمه، وتوفى سنة ثلاث وتسعين ومائة بعد الألف. وحضره الأمراء ودفن برحاب السادة الوفائية.

[ترجمة الشيخ العريشى]

وكانت ولادته بقلعة العريش من أعمال غزة وبها نشأ وحفظ بعض المتون، ولما مر عليه الشيخ منصور السرمينى فى بلده وجده متيقظا نبيها وفيه قوة استعداد وحافظة جيدة، فأخذه صحبته بصورة معين/فى الخدمة، وورد معه مصر فكان ملازما له، وكان يحضر بالأزهر على الشيخ أحمد البيلى وغيره فى النحو وغيره، ثم توجه السيد منصور وتركه بالأزهر فلازم الشيخ أحمد السليمانى ملازمة جيدة، وحضر دروس الشيخ الصعيدى والحفنى ولقنه الذكر وأجازه وألبسه التاج الخلوتى، ثم درجه الشيخ حسن الجبرتى على الفتوى ومراجعة الأصول والفروع فترونق ونوه بشأنه وعرفه الناس، وتولى مشيخة رواق الشوام، وحج سنة تسع وسبعين من القلزم منفردا متقشفا وعاد إلى مصر، وحصلت له جذبة فترك عياله وانسلخ عن حاله وصار يأوى إلى الزوايا ويلقى دروسا من طريق القوم، ثم تراجع قليلا حتى عاد إلى حالته وتعين للإفتاء بعد موت الشيخ أحمد المعماقى، واشترى دارا حسنة بالقرب من الجامع الأزهر تعرف بدار القطرسى، وتردد الأكابر إليه وصار له خدم وأتباع، وسافر إلى إسلامبول وقرأ هناك كتاب الشفا ورجع إلى مصر، وكان كريم النفس سمحا بما فى يده يحب إطعام الطعام فيعمل عزائم للأمراء