ويخلع عليهم الخلع، ومن مآثره رسالة ألفها فى سرالكنى باسم السيد أبى الأنوار بن وفا أجاد فيها، ووصلت إلى زبيد وكتب عليها الشيخ عبد الخالق بن الزين حاشية وقرظ عليها الشيخ العروسى والشيخ الصبان وله غير ذلك.
ومن حوادثه فى مدة الشيخ أحمد العروسى، أنه فى غرة رمضان من سنة تسع وتسعين ومائة وألف ثار فقراء المجاورين والقاطنين بالأزهر وأقفلوا أبواب الجامع ومنعوا منه الصلوات، وكان ذلك يوم الجمعة فلم يصل فيه ذلك اليوم، وكذلك أغلقوا المدرسة المحمدية المجاورة له ومسجد المشهد الحسينى، وخرج العميان والمجاورون يرمحون فى الأسواق ويخطفون ما يجدونه من الخبز وغيره، وتبعهم فى ذلك الجعيدية وأراذل السوقة، وسبب ذلك قطع رواتبهم وأخبازهم المعتادة، واستمروا على ذلك بعد العشاء فحضر سليم أغا أغات مستحفظان إلى مدرسة الأشرفية وأرسل إلى مشايخ الأروقة والمشار إليهم بالسفاهة، وتكلم معهم ووعدهم والتزم لهم بإجراء رواتبهم فقبلوا منه ذلك وفتحوا المساجد.
وفى شهر محرم الحرام افتتاح سنة مائتين بعد الألف بعد صلاة الجمعة ضج المجاورون بالأزهر بسبب أخبازهم وأقفلوا أبواب الجامع، فحضر إليهم سليم أغا المذكور والتزم لهم بإجراء رواتبهم بكرة تاريخه، فسكنوا وفتحوا الجامع وانتظروا ثانى يوم فلم يأتهم شئ، فأغلقوه ثانيا وصعدوا على المنارات يصيحون، فحضر سليم أغا بعد العصر ونجزلهم بعض المطلوبات وأجرى لهم الجراية أياما، ثم انقطع ذلك وتكرر الغلق والفتح مرارا.
وفى أول جمعة من جمادى الأولى من هذه السنة ثار جماعة من أهالى الحسينية بسبب ما حصل فى أمسه من حسين بيك المعروف بشفت-بمعنى يهودى-فإنه تسلط على هجم البيوت، وركب بجنده إلى الحسينية وهجم على دار أحمد سالم الجزار المتولى رياسة دراويش الشيخ البيومى ونهبه حتى مصاغ النساء والفرش، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر ومعهم طبول، والتف عليهم جماعة كثيرة من أوباش العامة والجعيدية وبأيديهم نبابيت ومساوق، وذهبوا إلى الشيخ الدردير فساعدهم بالكلام وقال لهم: أنا معكم. فخرجوا من نواحى الجامع وأقفلوا أبوابه وصعد منهم طائفة على المنارات يصيحون ويضربون بالطبول، وانتشروا بالأسواق فى حالة منكرة وأغلقوا الحوانيت، وقال لهم الشيخ الدردير: فى غد نجمع أهالى الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معهم وننهب بيوتهم كما ينهبون بيوتنا ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم، فلما كان بعد المغرب حضر سليم أغا مستحفظان ومحمد كتخدا الجلفى كتخدا إبراهيم بيك وجلسوا فى الغورية، ثم ذهبوا إلى الشيخ الدردير وتكلموا معه وخافوا من تضاعف الحال وقالوا: اكتبوا لنا قائمة بالمنهوبات ونأتى بها من محل ما تكون،