الشيخونية، والبدر محمود الكلستانى ومهر فى الفقه وأصوله والتفسير والنحو والمعانى والمنطق وغير ذلك، وسمع البخارى على النجم بن الكشك وجاد خطه واشتهر اسمه وخالط الأتراك وصحب البدر الكلستانى قبل ولايته لكتابة السر فأخذ عنه وقرأ عليه ولازمه فلما وليها راج به أمره واشتهر ذكره وتصدى للتدريس والإفتاء سنين، وناب فى الحكم عن الأمين الطرابلسى، ثم عن الكمال بن العديم ونوه به عند الأكابر وترك/الحكم وولى مشيخة الصرغتمشية وكان معه قبل ذلك تدريس الحديث بها، وكذا درس بالأيتمشية بعناية الكلستانى كاتب السر وأوصى له عند موته وخطب بجامع الأقمر لما عمل السالمى فيه الخطبة، وتزوج فاطمة بنت كبير تجار مصر الشهاب المحلى فعظم قدره، وسعى فى قضاء الحنفية بعد موت ناصر الدين بن العديم فباشره مباشرة حسنة إلى أن صرف فى سنة تسع وعشرين بالعينى، وقرر فى مشيخة الشيخونية بعد قارئ الهداية، ثم أعيد فى سنة ثلاث وثلاثين وانفصل عن الشيخونية واستمر قاضيا إلى أن مرض وطال مرضه فصرف حينئذ بالعينى.
ولم يلبث أن مات بعد أن رغب لولده شمس الدين محمد عن تدريس الصرغتمشية فى شوّال سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، وصلى عليه بمصلى المؤمنين، ودفن بتربة صهره المحلى بالقرب من تربة يشبك الناصرى، وأوصى بخمسة آلاف درهم لمائة فقير يذكرون الله أمام جنازته، وسبعة آلاف درهم لكفنه وجهازه ودفنه وقراءة ختمات، وكان حسن العشرة كثير العصبية لأصحابه عارفا بأمور الدنيا وبمخالطة أهلها مشكور السيرة له أفضال ومروءة.
وأما ولده فهو محمد بن عبد الرحمن بن على الشمس التفهنى القاهرة الحنفى، ولد قبيل القرن واشتغل كثيرا ومهر، وكان صحيح الذهن حسن المحفوظ كثير الأدب والتواضع عارفا بأمور دنياه، ولى فى حياة أبيه قضاء العسكر وإفتاء دار العدل وتدريس الحديث بالشيخونية، وبعد وفاته تدريس الفقه بها ومشيخة البهائية الرسلانية بمنشأة المهرانى، ومشيخة الصرغتمشية وغير ذلك وحصلت له محنة من جهة الدوادار تغرى بردى المؤذى مع تقدم اعترافه بإحسان والده له، مات فى ثامن رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة رحمه الله تعالى انتهى.
[(تلا)]
قرية من مديرية المنوفية واقعة غربى ترعة البتنونية وأبنيتها ريفية