وفى زمن تفتيشه علمت جميع الأعمال التى تمت بترعة الإسماعيلية من مصر إلى مدينة الإسماعيلية بالجبل من مبان وخلافها، وتم فى زمنه أيضا توسعة ترعة أم سلمة لتكثير المياه فى زمن الصيف بجهة بلاد البحر الصغير.
[(الخشاشنة)]
قرية صغيرة من مديرية الدقهلية بقسم شها على الشاطئ الشرقى للبحر الصغير ملتصقة بناحية المرساة فى قبالة القباب الصغرى بميل قليل، وفى جنوبها على نحو ألف قصبة تل قديم جاهلى يعرف عند الناس بتل بلاّ بكسر الموحدة وشد اللام، به أحجار وشقاف فخار وقطع طوب.
والمتواتر بينهم أنه أثر مدينة قديمة كانت تسمى بهذا الاسم، وكان لها بحر كبير تسير فيه المراكب بين المنصورة وبحيرة المنزلة، وكان بين هذه المدينة وبين المرساة ترعة صغيرة تسير فيها المراكب من البحر الصغير إلى بحر تل بلاّ، وكانت المراكب المنحدرة والصاعدة فى ذلك البحر ترسى فى محل المرساة، ولذا لما أنشئت تلك القرية سميت بهذا الاسم. انتهى.
ولا أعلم لذلك صحة ولا عدمها وذلك التل واقع فى الجنوب الغربى لمنية رومى بألف قصبة، وهو فى نهاية أبعدية المرحوم ثاقب باشا، وأبنية هاتين القريتين من اللبن إلا ثلاثة منازل فإنها من الآجر، وهى منزل محمد بيك عبد الرحمن مأمور المقايسات والمراجعة بديوان الأشغال، ومنزل الحاج ديسطى على شيخ قرية المرساة، ومنزل الحاج يوسف عمدة الخشاشنة.
وبهذه البيوت مضايف متسعة بمقاعد ومناظر يرتاح فيها النازل بها وبالخشاشنة جنينة صغيرة، وأما الأشجار كالتوت والجميز والأثل والصفصاف واللبخ فكثيرة فى القريتين، ومحمد بيك عبد الرحمن المذكور من ناحية الخشاشنة، وأخبرنى أن أصل عائلته من العرب، وأن جدوده دخلوا بلاد مصر مع عائلة العائذ، وأنهم ينسبون إلى قبيلة بنى سعد وينتهى نسبهم إلى عبد مناف جد رسول الله ﷺ فعلى هذا هم قرشيون.
ولما دخلوا مصر أقاموا أول أمرهم فى محل يقال له الشبكة فى جنوب بحر طناح بقرب قرية الصلحات واستولوا بالتغلب على جملة بلاد أغاروا عليها على عادة العرب،