من ضمنها منية النحال، ومنية ضافر والمرساة ومنية العرايا والجزيرة وغير ذلك، ثم تفرقوا فى تلك النواحى، فسكن جدهم الأكبر المسمى سعيدا بقرية منية ضافر واستحوذ على ستمائة فدان من أطيانها.
ولتشعب عائلاتهم واختلاف كلماتهم تقاسموا تلك الأطيان، فخص جدّ المترجم عبد الرحمن والد أبيه مائة وخمسة وتسعون فدانا، حدّدها فى حوض واحد يسمى فى التاريع حوض ميت بجانة بقرب قرية المرساة والخشاشنة، فانتقل لأجل ذلك إلى الخشاشنة وجعلها مسكنه، وبقيت الأطيان متوارثة بين ذريته إلى الآن، وللمترجم منها الآن ستون فدانا باقية تحت يده، ونزلت فى الدفاتر على اسمه سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بعد موت أبيه وعمره إذا ذاك إحدى عشرة سنة، فقام مقام أبيه فى الزراعة ومشيخة البلد.
ولما غرقت القرية فى سنة ست وثلاثين كلفوا بدفع خراج الأطيان فباعوا جميع ما يملكونه ودفعوا الأثمان لجانب الديوان، وفارق المترجم البلد من حينئذ وحضر إلى مصر مع أخيه، ودخل الأزهر فاشتغل بالقراءة والحفظ وحضر درس الآجرومية فى النحو وابن قاسم والخطيب فى فقه الشافعى ونحو ذلك، وبعض رءوس الجبر والمقابلة.
ومن مشايخه الشيخ النجارى والشيخ إبراهيم السرسى والشيخ الزنكلونى وهو الذى تعلم عليه الجبر ورتبت له به جراية أربعة أرعفة كل يوم، وشيخ الأزهر يومئذ الشيخ أحمد العروسى الكبير، وكان كتخداؤه الشيخ فتوح البجيرمى، وفى تلك الأيام كانت حكومة مصر قد تمهدت قواعدها وحصل الشروع فى/تمرين أهالى الديار المصرية على حسب رغبة العزيز محمد على، فطلب من الأزهر جماعة برغبتهم ليتعلموا فى المدارس الميرية علوم الهندسة والطب ونحو ذلك.
فكان المترجم من الراغبين فى ذلك مع طائفة من المجاورين، منهم: الشيخ أحمد البيسوسى من قرية بيسوس، والشيخ عبد الوهاب أفندى من قرية دلاص، والشيخ محمد الهوارى من دوير عائد، وكان والده ركبدار العزيز، والشيخ أحمد الكومى من الكوم الأسود بالجيزة، والسيد النبراوى من قرية نبروه، ومحمد السّكرى من