للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أهالى هذه المدينة عوض الحوفى، كان حاكم خط دمنهور والآن لزم بيته.

ومنها، بسيونى سنارة وكيل مجلس المديرية.

ومقبرتها فى الجهة القبلية، وفيها ضريح شيخ يسمى أبا العباس الشاطر عليه قبة. وبين نقرهه وفرطسه فى جهة السوسى، محل يعرف بالكفر يسكنه النساء المومسات، اللاتى يقال لهن الغوازى.

وبالمدينة محطة السكة الحديد والتلغراف على الخط الطوالى للوابورات الصادرة والواردة. وبينها وبين المحمودية مسافة ساعة، وفى ترعة الخطاطبة قوارب لتعدية الناس والبضائع.

[مطلب فى حوادث سنة ١٢١٣ (١)]

ثم إن فى حوادث سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف-من الجبرتى-أن طائفة من عرب البحيرة-يقال لهم عرب الغز-ضربوا دمنهور وقتلوا عدة من الفرنسيس، وانتشروا فى نواحى تلك البلاد، حتى وصلوا إلى الرحمانية ورشيد، وهم يقتلون من وجدوه من الفرنسيس وغيرهم، وينهبون البلاد والزروعات.

قال الدوك دوراجوس الفرنساوى-وكان من ضباطهم-: إن العساكر الفرنساوية بعد ان استولوا على الإسكندرية، خرجوا منها فى شهر إبريل الأفرنجى سنة ألف وسبعمائة وثمانية وتسعين ميلادية، وانقسموا فرقتين، إحداهما وهى فرقة كليبر، أخذت طريق رشيد، لتحافظ على المراكب الداخلة فى النيل، والثانية أخذت طريق القاهرة ومرت بدمنهور، فلم تجد فيها ما يقوم بلوازم العسكر، فارتحلت عنها، وفى أثناء سيرهم كانت العرب تتبع آثارهم وتناوشهم، وكل من تطرف أو تأخر يقتله العرب أو يأسرونه ويطلبون فديته.

ثم فى أول شهور سنة ألف وسبعمائة وتسع وتسعين، ظهر بمديرية البحيرة رجل من العرب يدعى أنه المهدى ومعه ألوف من العرب، وكان يحرض الأهالى على القيام


(١) تاريخ الجبرتى، المرجع السابق. ج ٣، ص ٢ - ٧٠.