وثمانمائة. شعائرها مقامة من أوقافها، ويدرس فيها بعض علماء الأزهر أحيانا، وبها ضريح منشئها المتوفى يوم الأربعاء سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وضريح الشيخ أحمد القسطلانى - شارح صحيح البخارى - المتوفى ليلة الجمعة سابع المحرم افتتاح سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة هجرية.
حارة القبوة هى عن يمين المارّ بها أيضا، وبوسطها خوخة يتوصل منها إلى الحارة المعروفة بحارة المدرسة.
حارة الجزار عن اليمين أيضا غير نافذة.
وهذا وصف جهة اليمين من حارة الدويدارى وأما جهة اليسار فبها:
حارة العلوة وهى غير نافذة.
وحارة الدويدارى المذكورة هى التى سماها المقريزى بحارة كتامة حيث قال: هذه الحارة مجاورة لحارة الباطلية، وقد صارت الآن من جملتها. كانت منازل كتامة بها عندما قدموا من المغرب مع القائد جوهر ثم مع العزيز، وكانت كتامة هى أصل دولة الخلفاء الفاطميين.
[[قبيلة كتامة]]
ثم قال: وما زالت كتامة هى أكابر أهل الدولة مدة خلافة المهدى عبيد الله، وخلافة المنصور بنصر الله إسماعيل بن القاسم، وخلافة معد المعز لدين الله بن المنصور، فلما كان فى أيام ولده العزيز بالله نزار اصطنع الديلم والأتراك وقدمهم وجعلهم خاصة، فتنافسوا وصار بينهم وبين كتامة تحاسد إلى أن مات العزيز بالله، وقام من بعده أبو على المنصور الملقب بالحاكم بأمر الله فقدم ابن عمار الكتامى وولاه الوساطة؛ وهى فى معنى رتبة الوزارة، فاستبد بأمور الدولة وقدم كتامة وأعطاهم، ثم قتل الحاكم بأمر الله ابن عمار وكثيرا من رجال دولة أبيه وجده، فضعفت كتامة وقويت الأتراك.
فلما مات الحاكم وقام من بعده ابنه الظاهر لإعزاز دين الله أكثر من اللهو مال إلى الأتراك والمشارقة، فانحط جانب كتامة، وما زال ينقص قدرهم ويتلاشى أمرهم حتى ملك المستنصر بعد أبيه الظاهر، فاستكثرت أمه من العبيد، حتى يقال إنهم بلغوا نحوا من خمسين ألف أسود، واستكثر هو من الأتراك، وتنافر كل منهما مع الآخر، فكانت الحرب التى آلت إلى خراب مصر وزوال بهجتها، إلى أن قدم أمير الجيوش بدر الجمالى من عكا، وقتل رجال الدولة، وأقام له جندا وعسكرا من الأرمن، فصار من حينئذ معظم الجيوش الأرمن، وذهبت كتامة، وصاروا من الرعية بعدما كانوا وجوه الدولة وأكابر أهلها. (انتهى).