لا يدخل الداخل فيها إلا ويمسك بأنفه لشدة النتن. يقال: إنه لما أخذهم عذاب يوم الظلة دخلوا فيها فهلكوا.
وبقرب هذه البيوت وما يليها تلال تراب عظيمة قيل إنها كانت مواضع عامرة فخسف بها.
قال: ومع يهود مدين كتاب يزعمون أن النبى ﷺ كتبه لهم، وهم يظهرونه للناس حتى الآن. وهو فى قطعة من أدم وقد اسودت لطول مرّ الزمان عليها، إلا أن خطها بيّن، وفى آخرها: كتبه ابن أبى طالب ﵁ غير معرب.
وقيل إنه بخط معاوية بن أبى سفيان.
وتسير من مدين فى جبال شاهقة حتى تفضى إلى جبل شامخ عن يمين الطريق فيه كوة منقورة فى الصخر حيث لا يصل واصل ولا يرقى راق، تزعم أعراب تلك الناحية أنه كان بيتا لساحرة تأوى إليه. ثم لا تزال تسير والجبال بيمينك والبحر بيسارك حتى تفضى إلى فرجة كالباب تسير إلى أيلة. انتهى ما قاله.
وللشهاب ابن أبى حجلة:
حثثنا المطايا نحو مدين فى السرى … ووادى عفان طامح بالركائب
ولما رأيت المقل والعين حوله … رأيت عجيبا فى فنون العجائب
وله أيضا:
ولما وردنا ماء مدين بكرة … وجدت عليه الناس يسقون بالقرب
فأطرب حادى الراقصات مسامعى … كما أطرب التشبيب من أعين القصب
(فائدة)
[ترجمة الإمام المسعودى مؤلف مروج الذهب]
المسعودى المتقدم ذكره هو: على بن الحسين بن على الشيخ الإمام المؤرخ العلامة أبو الحسن المسعودى، من ذرية عبد الله بن مسعود كما فى