ويزرع بها بعض الفواكه كالتفاح والبطيخ الأخضر، وحمل إلينا من تفاحها وبطيخها مرارا عديدة.
وفى المغارة شجر عظيم من الجانب الغربى يسمى الأيكة. ذكر ذلك السروجى الحنفى فى مسالكه.
واشتقاق مدين من مدن بالمكان إذا أقام به، ومنه المدينة والمدن والمدائن لكثرة إقامة الناس بها وسكناها.
وقال صاحب تقويم البلدان: مدين مدينة خراب على ساحل بحر القلزم محاذية لتبوك على نحو ست مراحل منها، وبها البئر التى استقى منها موسى لسائمة شعيب، ومدين اسم القبيلة التى كان فيها شعيب ثم سميت القرية بهم ويشهد لذلك قوله تعالى:«وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً».
قال ابن سعد: ويكون عرض البحر عند ساحلها نحو مجرى وهو فوق ذلك المكان مسامت للقصير من الجانب الغربى. انتهى كلامه.
ثم قال: وفى كتاب عجائب البلدان مدينة مدين على ساحل بحر القلزم، وهى خراب وبها البئر التى استقى موسى ﵊ لغنم شعيب منها، وهى الآن معطلة.
وذكر أبو عبيدة البكرى فى كتابه المسالك: أن ضبا بضاد معجمة مفتوحة وباء موحدة كذلك محل بالقرب من مدين، وأنه مرفأ للسفن مأمون وفيه آبار عذبة وشجر المقل فيه كثير، وبين ضبا ومدين جبال شامخة، وبقرب مدين البئر التى استقى منها موسى ﵊، قد بنى على أفنيتها بيت من صخر فيه قناديل معلقة. وبها كهف يسمى كهف شعيب وهو الذى كان يؤى إليه غنمه فيما/ذكروا، وفى الجبال التى بين ضبا وهذا الكهف بيوت منقورة فى صخر قد حفرت فى البيوت قبور وفى تلك القبور عظام بالية كأمثال عظام الأبل مقدار كل بيت عشرون ذراعا ونحوها. ولتلك البيوت روائح خبيثة