مائة ذراع، وبقاعه عدة أسفار على رفوف، حمل منه سفر طوله ذراعان وأزيد، قد غلّف بلوحين من خشب وكتابته بالقلم المسند طول الألف واللام نحو شبر، فوجد ببلاد الكرك من قرأه فإذا هو سفر من عشرة أسفار قد ابتدأه بحمد الله.
وقال المسعودى: قد تنازع أهل الشرائع فى قوم شعيب بن نوفل ابن رعويل بن مر بن عيفان بن مدين بن إبراهيم، فمنهم من رأى أنهم من ولد المحض بن جندل بن يعصب بن مدين بن إبراهيم وأن شعيبا آخرهم. وقد كانوا عدة ملوك تفرقوا فى ممالك متصلة فمنهم المسمى بأبجد، وهوز، وحطى، وكلمن، وسعفص، وقرشت. فكان أبجد ملك مكة وما يليها من الحجاز. وكام هوز، وحطى ملكين ببلاد دوج وهى الطائف وما اتصل بها من أرض نجد. وكلمن، وسعفص، وقرشت ملوك بمدين وقيل ببلاد مصر.
ثم قال المسعودى: ولهؤلاء الملوك أخبار عجيبة من حروب وسير، إلى أن قال: وقوى أمر أبجد فطغى حتى ملك الحجاز واليمن وكان له خمسة أولاد هم: هوز، وحطى، وكلمن، وسعفص، وقرشت فأقام ملكا باليمن مائة سنة ومات وقد استخلف من بعده ابنه كلمن باليمن، وجعل ابنه هوز على الحجاز، وابنه حطى على أرض مصر، وابنه سعفص على الجزيرة وبلادها حيث الموصل وحران إلى أرض العراق، وابنه قرشت على العراق ومشارقها من خراسان.
وكان قرشت هو الجبار فيهم، وكان سعفص، وهوز، وكلمن أهل عدل وحلم، وكان حطى صاحب بطش وجراءة. انتهى من خطط المقريزى باختصار.
وقال صاحب كتاب درر الفوائد المنظمة فى أخبار الحج وطريق مكة المعظمة، وكان قد مر على مدين فى حجته سنة خمس وخمسين وتسعمائة:
وأرض مدين بشاطئ البحر على يوم من المغارة بها أشجار، وكروم، وحدائق.