للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل أن الأيكة المذكورة فى قوله ﷿: «كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ». وقوله سبحانه: «وَ إِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ» هى مدين. وقيل من ساحل البحر إلى مدين، وقيل هى غيضة نحو مدين.

وروى عن ابن عباس فيها روايتان، إحداهما: أن الأيكة من مدين إلى شعيب، ثانيتهما: أنها من ساحل البحر إلى مدين، وكان شجرهم المقل، والأيكة عند أهل اللغة الشجر الملتف وكانوا أصحاب شجر ملتف.

وقال قوم: الأيكة الغيضة وليكة اسم البلد وما حولها، كما قيل مكة وبكة. ومدينة مدين من منازل جذام بن عدى بن الحرث بن مرة بن أدد ابن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان. وشعيب النبى المبعوث إلى أهل مدين أحد بنى وائل بن جذام.

وقد روى أن الرسول قال لوفد جذام: «مرحبا بقوم شعيب وأصهار موسى ولا تقوم الساعة حتى يتزوج فيكم المسيح ويولد له.»

وكان بأرض مدين عدة مدائن كثيرة قد باد أهلها وخربت وبقى منها إلى يومنا هذا وهو سنة خمس وعشرين وثمانمائة نحو أربعين مدينة منها ما يعرف اسمه ومنها ما جهل، فمما يعرف بين أرض الحجاز وبلاد فلسطين وديار مصر ست عشرة مدينة منها فى ناحية فلسطين عشر مدائن، وهى: الخلصة، والسنيطة، والمدرة، والمنية، والأعوج، والخوبرق، والبئران، والماءان، والسبع، والمعلق.

ومن مدائن مدين بناحية بحر القلزم والطور مدينة فاران، ومدينة الرقة، ومدينة القلزم، ومدينة أيلة.

وبمدينة مدين إلى الآن آثار عجيبة وعمد عظيمة، ووجد فى مدينة الأعوج أعوام بضع وستين وسبعمائة جب بقلعتها بعيد المهوى يبلغ عمقه نحو