بنت الشيخ عبد الفتاح، ثم الأرشد فالأرشد من عقبه، ثم لمن يقرره الحاكم الحنفى. وجعل للناظر سنويا ستة آلاف قرش، وشرط الشروط العشرة لنفسه دون من بعده. ولما مات الشيخ محمد أبو المعالى الجوهرى دفن بهذا المسجد كأبيه وجده، وعلى قبورهم ثلاث مقاصير من الخشب الخرط، وكان الجد الأعلى من أكابر العلماء.
[ترجمة الأستاذ الشيخ أحمد الجوهرى]
ففى تاريخ الجبرتى من حوادث سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف: أنه مات فى هذه السنة الإمام الفقيه المحدث الأصولى الشيخ أحمد بن الحسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف بن كريم الدين الكريمى الخالدى الشافعى الأزهرى الشهير بالجوهرى، لأن والده كان يبيع الجوهر. ولد بمصر سنة ست وسبعين/وألف، واشتغل بالعلم حتى فاق أهل عصره، ودرس بالأزهر وأفتى نحو ستين سنة، ومشايخه كثيرون، منهم: الشيخ رضوان الطوخى إمام الأزهر، والشيخ أحمد النفراوى، وأرحل إلى الحرمين واستفاد فى رحلته علوما جمة، وسمع من البصرى والبجلى، وأجازه مولاى الطيب بن عبد الله الشريف الحسينى وجعله خليفة بمصر، وله إجازات كثيرة من مشايخه فى كل فن، وممن أجازه أبو المواهب البكرى، وعبد الحى الشرنبلالى، وفى الحرمين عمر بن عبد الكريم الخلخالى. وتوجه ثانيا إلى الحرمين بأهله وعياله وألقى الدروس وانتفع به الواردون. ثم عاد إلى مصر وانجمع عن الناس وانقطع فى منزله يزار ويتبرك به. وله تآليف، منها: منفذة العبيد عن ربقة التقليد فى التوحيد، وحاشية على عبد السلام، ورسالة فى الأولية، وأخرى فى حياة الأنبياء فى قبورهم، وأخرى فى الغرانيق وغيرها.
ولما مات الشيخ صلى عليه فى الأزهر ودفن بالزاوية القادرية داخل درب شمس الدولة، ورثاه الشيخ مصطفى بن أحمد الصاوى بقصيدة مطعلها.
يا دهر مالك بالمكاره تجترى … ولفقد أرباب المكارم تحترى
تغتال منا ماجدا مع ماجد … طابت طبائعه بطيب العنصر
وقال فى آخرها:
فالصبر عند الصدمة الأولى رضا … ما حيلة المحتال إن لم يصبر
من حيث أن لنا هنالك أسوة … بالسالفين وبالنبى الأطهر