لخفارة الخزينة، وبلوك عن يمين الحاج وآخر عن يساره، وبلوك مع البيرق، وبلوك خلف الحاج يقال له القشاش لحفظ من ينقطع عن الركب.
وهناك أيضا يصير كتب الحاج ببيان بلده، وما معه من الإبل والأتباع، وينبه عليهم بما يصير ترتيبه، وقبل القيام من البركة ينادى بأن التحميل يكون فى كل محطة فى الساعة السابعة من النهار، والمسير يكون فى الساعة الثامنة، وأن كل من تأخر عما جرى به التنبيه يستحق ما يجرى عليه، وعند التحميل يضرب مدفع وعند المسير كذلك فى كل محطة.
ومسير الحاج يكون على الترتيب، فيقدم بلوك العساكر ثم المدافع، وجمال الطوبجية والجبخانة، ثم طائفة الفراشين، ثم أمير الحاج، ثم أورطة من العسكر، ثم أمين الصرة ثم الكتبة، ثم المحمل ثم أعيان الحجاج، ثم الفلاحون والرعاع، ثم جمال الماء، ثم باقى العساكر.
[[الدار البيضاء]]
وفى ليلة الرحيل من البركة يعمل بها شنك عظيم، ثم يرتحل صباحا إلى الدار البيضاء وهى المحطة الثانية، واقعة شرقى جبل الجيوشى، وكانت تسمى الدار الحمراء، قأجرى فيها المرحوم عباس باشا إصلاحات وسماها الدار البيضاء والدار الخضرا، وليس بها أشجار ولا ماء، وينبت عندها قليل من الحشيش يسمى عند العرب/الدرهم ترعاه الجمال، وفى شمالها الغربى قصر المرحوم عباس باشا. ومدة المسير إليها أربع عشرة ساعة غير الإستراحة، قبل الغروب بنصف ساعة وبعده بساعة، والطريق إليها سهلة بلا خوف ولا وعر، فيقيم بها سبع ساعات، وهناك يفرق العليق على البهائم، وفى آخر الساعة السابعة يضرب مدفع التحميل، وفى الساعة الثامنة يضرب مدفع المسير فيسير مشرقا إلى بندر السويس، ويستريح عند الغروب، كما مر، فيصل إلى بئر خارج بندر