للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: الفقير يعمر بلده أم يخربها؟، فقال: هؤلاء منافقون وفى حصادهم مصلحة للدين.

وكان من الرجال الراسخين، صحبته عشرين سنة وأقام عندى أياما وليالى، وكان يقول: ما أحببت أحدا فى عمرى قدرك، وكان على قدم الشيخ أحمد الفرغل، ، فى لبسه كل جمعة مركوبا جديدا يقطعه مع أنه سطيحة لا يتحرك، وكان يتكلم فى الخواطر، ويقضى حوائج الناس عند الأمراء وولاة الأمور، وطريقه مخلاة بلا معارض، ولم يزل فى عصمته أربع نساء، وكان كفه ألين من العجين، خفى الصوت لا يتكلم إلا همسا، كثير المباسطة خفيف الذات، وكان على زاويته الوارد كثيرا يعشى ويعلق على البهائم، وله زرع كثير والناس تقصده بالهدايا من سائر البلاد، وكان يحضنه خادمه علي الفرس كالطفل، وله طرطور جلد طويل وله زناق من تحت ذقنه ويلبس الجبب الحمر، وكانت آثار الولاية لائحة عليه إذا رآه الإنسان لا يكاد يفارقه. ووقعت له كرامات كثيرة، منها أنه حاكاه إنسان وعمل له طرطورا، وركب على فرس فى حجر خادم؛ فاعوجت رقبته فصاح: اذهبوا بى إلى الشيخ أحمد السطيحة فأتوه به فضحك الشيخ عليه وقال: تزاحمنى على الكساح، تب إلى الله ورقبتك تطيب فتاب واستغفر، فأخذ الشيخ زيتا وبصق فيه وقال: ادهنوا به رقبته فدهنوها فطابت، وكانت وارمة مثل الخلية فصارت تنقص إلى أن زال الورم وقلع الطرطور، وصار يخدم الشيخ إلى أن مات.

وكان صائم الدهر، وتوفى سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، ودفن بزاويته.

[(شبرى قبالة المنوفية)]

قرية من مديرية المنوفية بمركز مليج، واقعة على الشاطئ الغربى لترعة الخضراوية، وفى الشمال الغربى لبندر بنها بنحو ثلثى ساعة، وبها مسجد وسواق معينة وقليل أشجار، وتكسب أهلها من الفلاحة وغيرها.