كان رحمه الله تعالى من شرف النفس وعلو الهمة بمكان، حتى إن العزيز محمد على أحب أن ينعم عليه بشئ من الدنيا فأبت نفسه ذلك، واعتراه الجذب فى آخر عمره، فكان إذا هام وغاب يسأل كل من لقيه غنيا أو فقيرا، فإذا أعطاه شيئا فرقه من ساعته، وبعد صحوه ورجوعه إلى حاله لا يسأل أحدا شيئا، هكذا كان من شأنه فى أيام جذبه، وكان إذا جاء وقت درسه أفاق من جذبه، وقرأ درسه، ولم يزل على حاله إلى أن توفى سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، ودفن بمسجد الشيخ على البيومى بالحسينية، وله من التآليف رسالة صغيرة فى المواريث، وشرح على متن السلم فى فن المنطق أملاه على بعض الأمراء فى ذلك الوقت، ومن أجلّ من أخذ عنه شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم البيجورى، والسيد مصطفى الذهبى، والشيخ أحمد المرصفى، والشيخ محمد البنانى، وله حفدة، منهم: الكامل الفاضل الشيخ حسن القويسنى شيخ رواق ابن معمر بالأزهر وأحد المدرسين به.
[القيس]
- بفتح القاف وسكون المثناة التحتية وسين مهملة - قرية من مديرية المنية بمركز بنى مزار فى الجنوب الغربى لبنى مزار بنحو ألف وثمانمائة متر، وفى الجنوب الشرقى للبهنسا الغراء بنحو عشرة آلاف متر، وبها مساجد عامرة، ومنازل مشيدة، وأبراج حمام ونخيل كثير، وأغلب أهلها أصحاب يسار، وتلول البلد القديمة فى غربيها على نحو ثلثمائة متر، وكان لها ولأهناس فى الأزمان القديمة حاكم واحد، وكانت البلد القديمة تسمى قابيس، وكانت ذات أسقفية، وحفظت لها العرب اسمها القديم بتحريف قليل.