وقال الإدريسى أن القيس بلدة قديمة موضوعة على الشاطئ الغربى للنيل، على بعد عشرين ميلا من دهروط، وفى:(خطط المقريزى) أن قيس من البلاد التى تجاور مدينة البهنسا، وكان يقال القيس والبهنسا، قال ابن عبد الحكم: «بعث عمرو بن العاص قيس بن الحرث إلى الصعيد، فسار حتى أتى القيس فنزل بها فسميت به).
وقال ابن يونس:(قيس بن الحرث المرادى ثم الكعبى شهد فتح مصر، يروى عن عمر بن الخطاب، وكان يفتى الناس فى زمانه، روى عنه سويد بن قيس، وقيل: شديد بن قيس بن ثعلبة، وروى عنه عسكر ابن سوادة وهو الذى فتح القرية بصعيد مصر المعروفة بالقيس فنسبت إليه)، وقال ابن الكندى:(ولهم ثياب الصوف وأكسية المرعزى وليست هى بالدنيا إلا بمصر، وذكر بعض أهل الخبرة بمصر أن معاوية بن أبى سفيان لما كبر كان لا يدفأ، فاجتمعوا أن لا يدفئه إلا أكسية تعمل بمصر من صوفها المرعزى العسلى الغير المصبوغ، فعمل له منها عدد بقيس، فما احتاج منها إلا إلى واحدة، ولهم طراز القيس والبهنسا فى الستور (الأبسطة)، والمضارب (الخيم) يعرفون به.
وظهر عندها بالقرب من البهنسا سرب فى أيام السلطان الكامل محمد بن العادل بن أبى بكر بن أيوب، فأمر متولى البهنساوية بكشفه، فجمع له أهل المعرفة بالعوم والغطس، فكانت ما ينيف على مائتى رجل ما فيهم إلا من نزل السرب فلم يجد له قرارا ولا جوانب، فأمر بعمل مركب طويل دقيق بحيث يمكن إدخاله من رأس السرب، وشحنه بالأزواد والرجال، وركب فيه حبالا مربوطة فى خوازيق عند رأس السرب، وحمل مع الرجال آلات يعرفون بها أوقات الليل/والنهار وعدة شموع وغيرها مما يستخرج به النار وتشعل به، وأمرهم أن يسلكوا بالمركب فى السرب حتى ينفد نصف ما معهم من الزاد،